[rtl]الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وبعد[/rtl]
احبتى فى الله
جاء في فضل قراءة سورة الملك ( تبارك الذي بيده الملك ) عموماً ، وقبل النوم خصوصاً ، ما رواه الترمذي (2891) وأحمد في مسنده (7915) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً ، شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) ، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح سنن الترمذي " .
[rtl]وروى الترمذي (2892) وأحمد (14249) عن جابر رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ آلم تنزيل ، وتبارك الذي بيده الملك " . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح سنن الترمذي " .
[/rtl]
[rtl]الأفضل أن يقرأ الإنسان سورة الملك قبل النوم كل ليلة ؛ لفعله عليه الصلاة والسلام ، ولو قرأها في صلاة العشاء أو في صلاة الليل قبل النوم أو قبل ذلك ، فإنه يجزئه ذلك ؛ لعموم الحديث الأول الوارد في شفاعة سورة الملك لمن قرأها ، فإن زمن القراءة فيه لم يحدد بوقت .
[/rtl]
[rtl]لكن لا تشرع المداومة على قراءتها في صلاة العشاء ؛ لأن المداومة نوع تقييد ، والتقييد في العبادة لا يكون إلا بدليل ، لكن إن فعل أحيانا ، فلا بأس .[/rtl]
روى أبو داود (1400) والترمذي (2891) وحسنه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
قال المناوي رحمه الله :
" كان قد لازم على قراءتها ، فما زالت تسأل الله فيه حتى غفر له ، وهذا حث لكل أحد على مواظبة قراءتها لينال شفاعتها " انتهى مختصرا من "فيض القدير" (2 /574) .
وقال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله :
" هذا الحديث دال على فضلها ، وأنها تشفع لصاحبها يوم القيامة ، أي: للذي يقرؤها "
انتهى من "شرح سنن أبي داود" (8 /7) – ترقيم الشاملة .
[rtl]وليس في الفضل الوارد بشفاعة هذه السورة لصاحبها ، تقييد بقراءتها ليلا أو نهارا ، وإنما الظاهر منه أن يكون له بالسورة مزيد عناية ، ورعاية ، حفظا ، وفهما ، وقياما بها ، لا سيما في صلواته.
[/rtl]
وأما ما رواه النسائي في "السنن الكبرى" (10547) وفي "عمل اليوم والليلة" (711) وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (228) من طريق عرْفجَة بن عبد الْوَاحِد عَن عَاصِم بن أبي النجُود عَن زرعن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ : " من قَرَأَ ( تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك ) كل لَيْلَة مَنعه الله بهَا من عَذَاب الْقَبْر ، وَكُنَّا فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نسميها الْمَانِعَة ، وَإِنَّهَا فِي كتاب الله سُورَة من قَرَأَ بهَا فِي كل لَيْلَة فقد أَكثر وأطاب ) .
فإسناده لين ؛ عرفجة بن عبد الواحد مستور ، لم يوثقه أحد ، وقال الحافظ في "التقريب" (389) : " مقبول " يعني عند المتابعة ، وإلا فليّن الحديث – كما نص عليه في المقدمة .
ولم يتابع عرفجة في روايته بهذا التمام ، بل خولف ، خالفه من هو أوثق منه بكثير ، وهو سفيان الثوري ، فروى الحاكم (3839) من طريق ابن المبارك والطبراني في "الكبير" من طريق عبد الرزاق (8651) كلاهما عن سفيان عن عاصم عن زر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه فتقول رجلاه : ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ بي سورة الملك ، ثم يؤتى من قبل صدره أو قال بطنه فيقول : ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ بي سورة الملك ، ثم يؤتى رأسه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ بي سورة الملك . قال : فهي المانعة تمنع من عذاب القبر ، وهي في التوراة سورة الملك ، من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطنب ) .
هذا هو الصواب ، وهو المحفوظ ، فقوله : " من قَرَأَها كل لَيْلَة مَنعه الله بهَا من عَذَاب الْقَبْر " الذي في حديث عرفجة غير محفوظ ، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أيضا غير محفوظ ، والصواب الوقف ، كما في رواية سفيان هذه .
وقد رواه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (264) مختصرا مرفوعا من حديث ابن مسعود بلفظ : ( سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر ) من طريق أبي أحمد الزبيري حدثنا سفيان به .
وأبو أحمد الزبيري قال أحمد : كان كثير الخطأ في حديث سفيان ، وقال أبو حاتم : عابد مجتهد حافظ للحديث له أوهام .
"تهذيب التهذيب" (9 /228)
وهذا من خطئه ووهمه على سفيان رحمه الله ، والصواب رواية الوقف كما تقدم من رواية ابن المبارك وعبد الرزاق .
ومثل هذا قد يقال إن له حكم الرفع ، كما قال غير واحد من أهل العلم ، وهو يوافق ما تقدم ، وصورته العموم دون اشتراط الليل .
قال المناوي في "التيسير" (2/ 62):
" أَي الكافة لَهُ عَن قَارِئهَا إِذا مَاتَ وَوضع فِي قَبره فَلَا يعذب فِيهِ " .
وقال أبو الحسن المباركفوري رحمه الله :
" معناه أن تلاوة هذه السورة في الحياة الدنيا تكون سبباً لنجاة تاليها من عذاب القبر " .
انتهى من "مرعاة المفاتيح" (7/ 231) .
وفي حديث جابر رضي الله عنه : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الم تَنْزِيلُ ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ " .
رواه الترمذي (2892) وغيره ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله ، لكن الظاهر أنه معلول ، كما ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه في العلل (1668) ، وعلل الدارقطني (13/340) واعتمده الحافظ ابن حجر رحمه الله ، كما في إتحاف المهرة (3/155) ، وقال أيضا بعد ما ذكر الكلام في إسناده : " وعلى هذا ؛ فهو مرسل ، أو معضل " انتهى من "نتائج الأفكار" (3/267) .
والحاصل :
أنه يرجى لصاحب هذه السورة أن يحصل على هذه الفضيلة العظيمة ، فتشفع له عند الله ، وتنجيه من عذاب القبر ، وقد ورد في العناية بها بالليل ، أو عند النوم ، آثار خاصة ، فإذا اجتهد المرء في ذلك ، فهو حسن إن شاء الله .وصل الله على رسول الله