[center][b]آه .. لو تعلم كم انت صغير ! وعلمت مقدارك ايها الانسان !!!!
" المتكبر كالطير كلما إرتفع صغر في أعين الناظرين " ...
ذات مساء جميل ربيعي وبين أشجار الحديقة التي أزورها عادة مع والدي أحببت أن أفترش عشب الأرض الطري الذي يمتد كبساط يمتد مدغدغا جذور الأشجار والتي أثر أن تكون مليكته ووجدتني أستغرق في مراقبة السماء وما حولها ووجدتني أتتبع السحب بنظري وأرسم أشجارا وزهورا وأسماءا في مخيلتي ظللت أتبعها وفاق خيالي الأرض التي تحملني فرحت أتسائل كم كوكبا وكم نجما أيتها السماء تحملين ؟ وكم قمرا سيومض ويطل علينا حاملا لنا التحية من بعيد ؟ وظللت أفكر وأفكر وأفكر حتى شعرت بأنني طرت كطائر صغير وصرت أحط من غصن إلى غصن سبحت بناظري وأخذت أحلق في السماء العالية ظللت أحلق وأحلق وأحلق وكلما أرتفعت رأيت الأشياء من حولي صغيرة صرت أرى والدي كحبة الأرز صرت أرى المباني كأكواب الكولا صرت أنادي ولكن دون جدوى فلم يسمعني أحد كنت أنظر للناس والسيارات والمحال وكأنهم أقزام في حلم بعيد كنت أراهم كأسراب النمل الصغيرة وزادت في التقزم حتى كادت أن تتلاشى حينها أيقنت بأن هذا الإتساع وهذه الرحابة لها حكمة عند خالقها فما أصغرك أيها الإنسان وفعلا لا حول ولا قوة لك إلا بما رحم ربي ، إحتارت مشاعري وناديت من أعالي السماء ، آه لو تعلم كم أنت صغير ! وعلمت مقدارك أيها الإنسان ! لما تجبرت ولما بطشت ولما كذبت أو نممت ، ولما قتلتك العنجهية والكبر ، فعلا كم أنت مسكين أيها المخلوق المغرور أنظر إلى السماء وأعلم بأن الله يراك ويسمع همسك فماذا لو علمت ؟ فهل إعتبرت وتراجعت ؟ أم أن الهوى والتعنت لم يترك لك مجالا للشكر أو الإتعاظ أيها الكائن الصغير البخيل ؟ عاودت التحليق حططت على الجبال الشاهقة وزرت الغابات وقطعت الأودية والأنهار وأخر تحليق لي كان بإتساع البحر من حولي حلقت وحلقت وعندها كانت يد أبي أقرب لي فأيقظتني من حلم جميل .. وبعد برهة صغيرة نظرت من حولي فوجدت عصفور حط على غصن يقابلني ثم طار بعيدا فأيقنت بأنه يراني كحبة أرز صغيرة ويناديني ماذا لو علمت من أنت ...؟
...
" المتكبر كالطير كلما إرتفع صغر في أعين الناظرين " ...
منقوووول بتصرف