[center]بسم الله الرحمن الرحيم .
وكأني أستطيع توضيح مفاهيم تبين الفرق بين الفلسفة ، والبلاغة ، والسفسطائيه ، بكتابه تكون ذات طابع علمي مبسط شامل لوجهة نظري في الفروقات ، وكذلك توضيح الأخطاء الشائعه المُنتشره في المُجتمع لماهية الفلسفه بشقيها الكبيرين ، وهل كل شخص يتكلم بكلام لا نفهمه هو مُتفلسف ، وهل هي - الفلسفه - بهذا التعقيد بحيث يصعب فهمها ، وهب أننا سلمنا بذلك هل مُصطلح الفلسفه أم السفسطه هو المصطلح الصحيح لـ وصف الشخص المتكلم ، وماهي الهرطقه ، وهل الهرطقه جزء من الفلسفه ..!
ما أعنيه أني سأتطرق بشكل عام لعدة حقائق ومفاهيم تحتاج إلى إعادة هيكله وتصحيح في المُجتمع والناس والفرد على حد سواء فالمعرفه والعلم سلاح من الجهل والخوف والإرتباك .
فيْ البِدايه سأقوم بسرد تعريفي - أشبهه بتعليمنا العربي - لماهية السفسطائي بتعريج سريع من بداية تاريخهم حتى معرفة فكرهم ومنهجهم . إشتهر مُصطلح السفسطائي في اليونان في أثينا بالتحديد في أيام فلاسفة الطبيعه كانت بدايتهم في نهاية القرن السادس قبل الميلاد ، وأطلق هذا المُصطلح على أُناس قاموا بشرح الفلسفه للصغار مقابل النقود ، أي قاموا بجعل الفلسفه وظيفه لهم تدر عليهم المال وسموا بـ الأساتذه ، وبدايتهم كانتْ عِندما قامت حرب بين الفرس واليونان إستطاع اليونان أن يهزموا الفرس في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد ولم رجع اليونانيين إلى بلادهم وقد أنهكتهم الحرب ، أخذوا يتباحثون بسبب قوة الفرس فوجدوا أن الفرس أكثر علماً ومعرفه منهم ، فصار شعار الدوله العلم وبذلك نشأ أساتذة عاديين للتعليم أطلق عليهم " سوفيتس " أي " معلم الحكمه أو مُعلم البلاغه " ونتيجه لكثرة المُعلمين وقلة معرفة البعض منهم لطرق التفكير والمنطق وبديهيات الفلسفه ، أصبح يغيب العقول ويعمل على تهميش الفكر بالكلاميات والجُمل غير المفهومه والهدف هو تضييع العُقول عن المعرفه الحقه للشئ المُقام الحديث عنه ، فالسفسطائي أصعب شخص قد يواجه الفيلسوف . لأنه يلعب بالحقائق ولا يؤمن بالحسيات والماديات والبديهيات مما تعارف عليه بالمنطق في المجتمعات والملتقيات والنوادي . فلذلك من الصعوبه بمكان أن تقنع السفسطائي بشئ ..! إذا فمنهج السفسطائي واضح نستطيع أن نقول بأنه " صاحب حكمه مموهه " والتاريخ يسرد لنا حقائق عن بداية تواجدهم كطبقة تدعوا للديموقراطيه ، وإيجاد حقوق الضُعفاء ، وبذلك نشأ جيل مٌتعلم على أيديهم ونعرف من التاريخ أنهم بدأو قبل تواجد الثلاثه " سقراط ، أفلاطون ، أرسطو " ، والجدير بالذكر أن أرسطو من كبار السفطسائيين الفلاسفه وكان يحمل هماً وفكراً حتى أعدوه بعض الكتاب والقراء بهذا المجال بأنه المعلم الأول للفسلفه ، لذلك عندما يُطلق مُصطلح المُعلم الأول يُقصد بذلك أرسطو ، وهذا يقودنا بأن نقول المُعلم الثاني للفلسفه هو الفارابي - فيلسوف عربي مُسلم - وإستطراداً ، الفارابي قام بترجمة كتابات ومشاريع أفلاطون وأرسطو بالعربيه وبعد عدة عقود من السنوات ضاعت كُل النسخ لـ كتب أرسطوا وأفلاطون سوى النسخه العربيه الفارابي ، والقُراء والمثقفين والمهتمين بالفلسفة في جميع أنحاء العالم يشهدون لإبن رُشد فضل تواجد أفلاطون وأرسطو بالتاريخ ! وكذلك مما يُحسب للمُعلم الثاني أنه قام بسرد فكر الفلاسفه بمنطق أفضل من منطق الفلاسفه نفسه ، وأيضاً كان له الفضل في تجميع أراء الأستاذين أفلاطون وأرسطو حيث كان يُعتقد بأن أفلاطون كافر و أرسطو مؤمن من شدة إختلافهما ، ما يجعلني مُعجباً ومُهتماً بـ الفارابي هو مدى ذكائه الخارق بإيجاد ترابط بين عقليتين كبيرتين أجمع الكُل أنهم لا يتفقون كما لا يتفق المشرق مع المغرب ، وهذا يعطينا دليل واضح على عبقرية هذا الرجل . وبالعوده للسفساطئيين هو أن لكل شئ سلبيات وإيجابيات فلذلك رُغم ما يدور من شكوك وسلبيه حول فكرهم فإن لهم إيجابيات ، أولاً أن لهم الفضل في إثارة حٌب المعرفه لدى الشباب ثانياً أن من أعظم السفسطائيين بروثاغوراس المٌلهم الأول للعلوم والفيزياء وبحسب ما تناقل بالتاريخ أنه المُلهم لـ نسبيه أينشتاين ، ومن هذا السفسطائي الكبير بروثاغوراس نستطيع إستخراج الفلسفه الطبيعية بشكل واضح بتلخيص مشاريعه ، وكما أسلفنا فأن الفضل للسفسطائيين في شيئيات الحياة ومن ضمن أقوالهم أن الأخلاق حيز من العقل لا حيز من الدين ، وهذا شئ صحيح لا نختلف عليه من إمام السفسطائيين أرسطو ! بهكذا استطعنا أن نأخذ نٌبذة عامة عن الفكر القديم للسفسطائيين ، أما بالنسبه للعصر الحديث - ما بعد الميلاد - نستطيع أن نقول تَبنى مثل هذا الفكر فلاسفه مشهورين على رأسهم فريدريك نيتشه وديكارت ما أستطيع أن أتذكره حول هذين الشخصين أن لكل واحد منهم مدرسه إن لم أخطئ ! فـ ديكارت تجريبي ونيتشه عقلاني ما يعنينا من هذا كُله تجمع الفطاحل من عدة مذاهب من الفلسفه والـ إرتماء تحت لواء السفسطائيين والجدير بالذكر أن ما قامت به فلسفة الحداثه هو تغيير مسار وفكر القٌدامى بأن أضافوا منطقاً مع رؤيا خياليه ، لتحسب نٌقطه في صالح تقدم هذا المذهب من هٌنا نستطيع بعد هذا السرد للسفسطائيين أن ندمج البلاغه بموضوعنا فأساس منهجهم - السفسطائيين - الجدال بالأشياء فجادلوا بكل شئ بالأخلاق بالمعرفه بالنسبيه بالمنطق ، والخطابه والتاريخ إضافه إلى تحدثهم بالبلاغه ومن هُنا نأخذ منحى آخر لحديثنا يربطنا بالبلاغه .
وقبل أن أتحدث عن البلاغه أتعشم أننا فهمنا نُقطتان رئيسيتان ..
أولاً / الكلام غير المفهوم المٌبهم المطموس غير واضح المعالم يندرج تحت سقف " السفسطائيه " .
ثانياً / وصفنا للشخص المتكلم باللا مفهوميات بالسفسطائي هو المُصطلح الصحيح .
نأتي للبلاغه ، البلاغه تأتي من معنى بلغ الشئ أي وصل إلى غايته ، والبلاغه عربياً تعني وصول معنى الخطاب كاملاً إلى المُتلقي سواء كان مسموعاً أو مقروئاً ، واشتهر العرب بالبلاغه وبرعوا بهذا المجال وكما هو معروف أن العرب لم تأتيهم مُعجزه واضحه من الرسول - صلى الله عليه وسلم - كالقرآن فكان العرب يتفاخرون بلغتهم وبلاغتهم حتى أنهم يحفظون الشعر ويتداولونه بينهم كترفيه عن النفس أو تحفيز للذات في الحروب أو وصف المشاعر للحبيب ، ما يعنينا أنهم لغويين بالفطرة ، وقبل نزول القرآن كانت هُناك مُعلقات تُعلق على جدار الكعبة وهي قصائد وصلت الـ "قمة" بنظرهم ، فعلقوها بأشرف مكان وأكثر مكان إحتراماً وقداسه بقلوبهم وهي الكعبه ، ويقول علية الصلاة والسلام " وإن من البيان لسحرا " وقد قال إبن الأثير " مدار البلاغة كُلها على إستدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم، لأنه لا إنتفاع بإيراد الأفكار المليحة الرائقة ولا المعاني. اللطيفة الدقيقة دون أن تكون مستجلبة لبلوغ غرض المخاطب بها "