من اروع ما سمعت من قصص الحب فى الله ولله ومن اجل الله اسمعوا حفظكم الله هذه القصة فلن اكتب كلمة بعدها فهى ستحكى عن نفسها يحكيها الزوج والله انى لابكى حين اسمعها كيف نبذل كل غال وثمين من اجل الله .
يقول :عرفتها صغيرة بنت ثلاثة عشرة سنة كانت تأتى لزيارة ابيها وراء القضبان وكنت انا فتى فى العشرين كنت اصغر من طالتهم المحنة الطويلة لم تكن فى عينى أكثر من طفلة بريئة مرت الأيام وصارت عروسا وإذا بأبيها يخطبنى لها
قلت: أافعل وانا وراء القضبان
قال :تفعل
وانفرجت الزمة وزالت الغمة وما نسيت كلمات ابيها فاتحت أمى
فقالت : مالنا والغريبة بنت خالك أولى بك تعرفنا ونعرفها وتنسيك هذا الطريق الذى ارانا اياما صعبة
قلت : لا ياامى اريد من تعيننى على الطريق
قالت :اذا انت وشأنك
ذهبت اليها نظرت فى عينيها أطرقت خجلا سألتها اترضين لى زوجا
قالت : ارتضاك ابى فأنا أرتضيك
قلت : انا يوم معك وايام وراء القضبان
قالت : لهذا ارتضيتك
قلت : انا مطارد
قالت : ولم
قلت : لاننى على الحق
قالت : عرفت فالزم
قلت : قد يعدمونى قد يزهقون روحى قد يقطعون رقبتى
قالت : وماذا جنيت
قلت : اقول ربى الله
قالت :فطريقك طريقى وتسبقنى الى الجنة
قلت : امى لا تحبك
قالت : اصبر واحتسب
قلت : توكلت على الله وعقدت عليها
سألتها قلت لااعرف كلام الغزل
قالت : عيناك تقول لى الكثير
قلت : يا بنت الناس نحن مازلنا على البر وحياتى صعبة
قالت : بل نحن فى عرض البحر وانا احب حياتك
قلت : حياتى محنن كثيرة
قالت : ومن لها غيرى
تزوجنا حملت بطفل ماأسعدنا بعدها وحدثت المحنة وجرجرونى امامها مكبلا بالسلاسل ترقرق الدمع فى عينيها قلت :الم اقل لك
قالت : قيدك كأنه حول رقبتى أثبت فإنك على الحق
ذهبوا بى لمكان بعيد كانت تأتينى كل زيارة وما بين زيارة وزيارة تتحايل لتأتينى أو حتى تنظر الى من بعيد قلت لها قد ثقل حملك والطريق شاق استريحى
قالت : وهل من راحة الا فى جوارك
شاء الله ان كانت مشقة الطريق سببا لوفاة جنينها
زارتنى قالت اضعت أمانتك
قلت : انها مشيئة الله
وانفرجت المحنة ومرت الايام ولم يرد الله حملا آخر وكانت المفاجأة لن تكونى أما يوما ما
قالت لى تزوج لم اجبها كررتها
قلت : ومن قال لك اننى لم اتزوج
زاغت عيناها قالت بصوت متحشرج منذ متى وانت متزوج
قلت : من قبل ان اتزوجك ولدى من البنين والبنات الكثير
قالت : انت تمزح
قلت : لا والله قد تزوجت هذه الدعوة وبنيها كلهم بنى
قالت : اذا اربيهم معك
قلت : هكذا اريدك
اتيتها يوما فرحا قلت حبيبتى فى يدى عقد عمل سنسافر ونبتعد عن الخوف والقلق
نظرت الى فى صرامة وقالت : ما على هذا اتبعتك
قلت : وعلام اذا
قالت : على الجهاد والابتلاء والصبر والاحتساب ان فعلنا نحن فمن للصبر والثبات
قلت : احبك
وتأتى المحنة وأسحب وراء القضبان هذه المرة لا ادرى كم ستطول المدة قلت لها هذه المرة قد تطول قلت لها انت يا بنت الناس فى حل
قالت : كلا لا تكمل ليتنى مكانك
قلت : قد أعدم
قالت : تسبقنى الى الجنة
قلت : شرطى ان تتزوجى
قالت : وهل فى الرجال بعدك مكان
اراها فى الزيارة تلو الزيارة تذبل يصفر وجهها أسألها تقول من قلقى عليك داهمها المرض الخبيث لم تخبرنى ولم تتخلف زيارة واحدة أكره هذه الاسلاك التى تمنع ان المس يدها أقول لها اكشفى وجهك اريد ان أراكى تقول الناس من حولنا ينظرون الينا واذا هى تخفى عنى الحقيقة
فوجئت يوما بزيارتها فى غير الموعد مأمور السجن يتلطف معى وكانه يخفى شيئا
زيارة من غير سلك اخيرا المس يدك اخيرا ارى وجهك ماذا اين وجهك لم يعد له معالم يعتصر الالم قلبى ماذا هناك
قالت: من حقك ان تعرف ايامى صارت معدودة اانت راض عنى وأخبرتنى بالحقيقة
وثورت وبكيت لماذا انا اخر من يعلم
وماكان يجديك ان تتالم انا هنا اطلب رضاك ولا ادرى هل ترانى بعد اليوم او لا
لالا سأحطمك ايتها القضبان اكرهكم ايها الظلمة
شدت على يدى مودعة انت لها تذكر لعل الله يبدلك من هى خير منى
لم تسعفنى الكلمات لم أعد ارى امامى ابتلع دموعى الحارة مرة فى حلقى مرة تسقط من انفى تلاشت من أمامى وفى نفس اليوم أتانى نعيها
لم يتحمل جسدها الهزيل مشقة الطريق الى السجن آآآآآآه ما أقسى المحنة
جادوا على بالسماح لحضور جنازتها مشيت فيها محمولا كشيخ هزيل دس أخوها بيدى خطابا منها توصينى بالصبر وتترك لى اسماء زوجات قد اختارتهم لى مزقت الورقة وعدت الى زنزانتى .