دورة في سيرة أمهات المؤمنين
وجدنا انه علينا عبأ التعريف بهن
فأكثرهن تجهل بهن النساء
ومن تعرفهن منهن تعرف عنهن هوامش من طيب سيرتهن
فسوف نتناول في دورتنا هذه بإذن الله تعالى
طيب سيرتهن ليس لسرد حكايا ولا لإثارة إعجاب ولا للحث بشعورنا للفخر بهن فقط فكل ذلك بالتأكيد وارد وموجود
إنما لأنهن كما قال الله عنهن
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ... الأحزاب6
ثم قال {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء ... الأحزاب32
نعم فهن لسن كسائر النساء
فهن زوجات خير خلق الله
تشربن الدين والخلق القويم
استقين من المعين الصافي
تعلمن من النبع الوافي
عن قرب تابعن الحبيب صلى الله عليه وسلم
وروين عنه ووجهن المسلمين
وعلى اتفاقهن في هذه الأمور فكلهن متعلمات في بيت النبوة
كلهن تلقين الدين غضا طريا
نزل الوحي في بيوتهن
إلا أنهن تفاوتن وهذه جبلة الله في الخلق
التفاوت والاختلاف
فكان لكل منهن مزية توصف بها كالبصمة لا تخطأ صاحبها
فمنهم الفقيهة ومنهم الصوامة ومنهم المتصدقة و و و خلال طيبة لن تخرج عن بيت النبوة
إنما تشبعت بخير هدى وأطيب توجيه
فنلن شرف لصوق أسمائهن باسم النبي المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وارتباطهن به أزواجا في الدنيا والآخرة
فكن خير زوجات في الدنيا وسيكن خير زوجات في الجنة لخير خلق الله كلهم
صلى الله عليه وسلم
فهذا هدفنا وتلك غايتنا عند التفكير في إقامة هذه الدورة
هو التعرف على خير هدى وأحسن أسوة
يمكن أن تتخذها امرأة في دنياها لتعمل ما ينفعها في آخرتها
فالأم هي خير مثل لابنتها ونعم القدوة
والله لهوا لشرف العظيم أن ننتسب لهن واى شرف أن تكون أم المؤمنين زوج خير خلق الله أمَّا لي
ادفع الدنيا وأنال هذا الشرف أن اتبع هديها وأتخلق بخلقها وأحذو حذوها
فاتصف بسمتها وهديها
لعلى أنال بذلك رضوان المولى عز وجل وانعم باللحاق بركبهن
كما قال صلى الله عليه وسلم
أنت مع من أحببت
الراوي: أنس بن مالك و أبو ذر المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1483
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ونحن نحبهن ونرغب أن نكون في ركابهن
فلا تحرمنا ربنا أن نتأخر عن الركب بذنوبنا ولا تقصيرنا
فقد توجه احدهم للنبي صلى الله عليه وسلم بهذا السؤال فقال
أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة ، فقال : متى الساعة ؟ قال : ( وماذا أعددت لها ) . قال : لا شيء ، إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( أنت مع من أحببت ) . قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنت مع من أحببت ) . قال أنس : فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر ، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم ، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم .
الراوي: أنس بن مالك المحدث:البخاري المصدر:صحيح البخاريالصفحة أو الرقم: 3688خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فنشهدك يا رب في مجلسنا هذا أننا نحبك ونحب نبيك صلى الله عليه وسلم
ونحب صحابة نبينا رضوان الله عليهم
ونحب أزواجه وآل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
فلا تحرمنا يا رب أن نكون معهم وإن قصرت أعمالنا عن اللحاق بهم
**************
أولا: لابد أن نتعرف إجمالا على موضوع الدورة ثم نفصل الأمر ونتناول سيرتهن العطرة أمَّاً أمَّاً رضى الله عنهن أجمعين
***************************************