بسم الله الرحمن الرحيم
فى سلسلة اعمال القلوب سنبدأ بأول شئ وأهم شئ فى دخول الانسان جنة الرحمن ورضاه عنه وعن اعماله بل انه اهم شئ لصلاح الاعمال الظاهرة وان كانت فى طاعة الله فلا تصح الا به
انه الاخلاص
ومعناه اصطلاحا:
خلص خلوصا وخلاصا "اى صفا وزال عنه شوبه "
وخلص الشئ" اى صار خالصا"
وخلصت الى الشئ "اى وصلت اليه" وخلاصة السمن ماخلص منه
- فكلمة الاخلاص تدل على الصفاء والنقاء والتنزه من الاخلاط والأوشاب .والشئ الخالص هو الصافى الذى ليس فيه شائبة مادية او معنوية
وأخلص الدين لله "قصد به وجهه وترك الرياء ، أمحض الدين لله ،ونقاه لله
_وقال الفيروزآبادى "اخلص لله .......ترك الرياء"
-وكلمة الاخلاص هى التوحيد ،والمخلصون هم الموحدون المختارون
_اما عن تعريف الاخلاص فى الشرع :
فكما ذكر ابن القيم رحمه الله فى بعض تعريفاته:
[هو افراد الحق سبحانه وتعالى بالقصد فى الطاعة. أى ان تقصده وحده لا شريك له]
_والاخلاص هو حقيقة الدين ومفتاح دعوة الرسل عليهم السلام
كما قال تعالى "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ " البينة :5
وقال الله عز وجل "{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } الزمر ( 3 )
والاخلاص هو لب العبادة وروحها وقال ابن حزم رحمه الله : النية سر العبودية . وهى من الاعمال بمنزلة الروح من الجسد ومحال ان يكون فى العبودية عمل لا روح فيه ،اذ هو بمنزلة الجسد الذى لا روح فيه فهو جسد خراب
_والاخلاص هو اساس قبول الاعمال
وقد تنوعت عبارات السلف فيه فسنذكر هنا بعض منها فقيل فى الاخلاص
_ان يكون العمل لله تعالى ، لا نصيب لغير الله فيه
_افراد الحق سبحانه وتعالى بالقصد فى الطاعة
_تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين
_تصفية العمل من كل شائبة
فهذا هو الاخلاص وان كان معناه وحده يكفى كتبا وجلدات كثيره ولكن افردنا بهذا القدر عن معناه
[center]اما عن حال المخلصين
فالمخلص: هو الذى لا يبالى لو خرج كل قدر له فى قلوب الناس من أجل اصلاح قلبه مع الله عز وجل ولا يحب ان يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله
وقد قال سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ " [البينة:5]
وقال لنبيه صل الله عليه وسلم"[size=18]قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي " الزمر
وقال تعالى [ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ] "الانعام "
وقد قال الفيض بن عياض عن قول الله عز وجل "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ " الملك(2)
فقال : احسن عملا أى اخلصه وأصوبه
قيل للفيض بن عياض : وما أخلصه أصوبه ؟
قال: ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل .......... واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل ، حتى يكون خالصا صوابا
والخالص ان يكون لله ، والصواب ان يكون على السنه الشريفة
نكتفى باذن الله بهذا القدر من اول كلمات عن الاخلاص وسنستكمل بمشيئة الله تعالى باقى الاخلاص فى الحلقات المقبلة
وسنتعرف فيها على اهمية الاخلاص ، وبعض من قصص المخلصين ، وبعض المسائل والتنبيهات فى الاخلاص
[size=24]
نرجو من الله تعالى ان يتقبل عملنا هذا وان يكون خالص لوجهه الكريم .