تعريف علوم القرآن وموضوعه وفوائده
1. علوم القرآن،
هي علوم تتألف من مباحث، هذه المباحث تتعلق بالقرآن الكريم، من ناحية
نزوله، كمعرفة أول ما نزل منه أو من
حيث أسباب نزول بعض آياته أو ما نزل من قبل الهجرة وما نزل منه بعد الهجرة
أو ما نزل قبل الهجرة يُسمى: بالقرآن المكي، وما نزل بعد الهجرة يسمى:
بالقرآن المدني، أو من ناحية
كتابته وجمعه ورسمه أو من جهة: إعجازه وأسلوبه وأمثاله وقصصه أو من ناحية:
تفسيره وتوضيح ألفاظه ومعانيه.
وكل مبحث
من هذه المباحث المتنوعة قد الفت فيه المؤلفات بعضها مختصر وبعضها مفصل تفصيلا واسعا.
2. وموضوع علوم القرآن:
هو القران الكريم ذاته من هذه النواحي
السابقة التي تتعلق بآياته وسوره وأسباب نزوله ومكيه ومدنيه.ولعل السر في
أن العلماء قد سموا هذا العلم: علوم القران ولم يسموه: بعلم القرآن لان كل
مبحث من هذه المباحث
التي اشرنا إليها يُعد علما قائما بذاته.
فمثلا
مبحث: (إعجاز القرآن) يُعد
علما قائما بذاته وقد أُلفت فيه مؤلفات شتى، ومبحث المكي والمدني من القران
يُعد أيضاً علما قائما بذاته. ومبحث المحكم والمتشابه من القرآن يُعتبر
كذلك علما مستقلا...
فلما كانت العلوم التي ألفها العلماء لخدمة القرآن علوما متنوعة سمي هذا
العلم: بعلوم القرآن وليس بعلم القرآن.
3. ومن فوائد معرفة علوم القرآن
أنها تعطينا
صورة متكاملة عن القرآن الكريم من حيث نزوله وتفسيره وجمعه وكتابته وعندما
تكتمل في أذهاننا هذه الصورة تزداد قداسة القرآن الكريم في نفوسنا وتزداد
معرفتنا بهدايا ته
وبآدابه وبأحكامه وبتشريعاته كما أن معرفتنا بعلوم القرآن تجعلنا نستطيع أن
نرد على الشبهات الباطلة التي أثارها الجاهلون والحاقدون حول القرآن
الكريم وتجعلنا نعرف ما
هي الشروط التي يجب أن تتوافر فيمن يتعرض لتفسير القرآن الكريم وفيمن يتعرض
للحديث عن أوامره ونواهيه.
كذلك
معرفة علوم القرآن الكريم تجعلنا ندرك مدى الجهد الفائق الذي بذله العلماء
لخدمة القرآن الكريم
إذ أن منهم من كتب في تفسيره ومنهم من كتب في ناسخه ومنسوخه ومنهم من كتب
في إعجازه ومنهم من كتب في قراءاته ومنهم من كتب في غير ذلك من الموضوعات
الخاصة بخدمة القران
الكريم.
المصدر: كتاب مباحث في التفسير وعلوم القران
مقرر التفسير بالكليات العملية جامعة الأزهر