عنترAdmin Admin
عدد المساهمات : 201 تاريخ التسجيل : 27/10/2011
| موضوع: سَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الإثنين أكتوبر 31, 2011 9:21 pm | |
| حمد لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين. أحبتى فى الله حياكم الله وبياكم وسدد على طريق الحق خطاكم وبلغكم رمضان وصمتم نهاره وقمتم ليه وتلوتون كتاب الله فى اسحاركم وادباركم ونهاركم وكل اوقاتكم احبتى فى الله يقول الله جلّ جلاله وهو أصدق القائلين (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) لنتدبَّر هذه الآيةالتى أمرنا الله تعالى فيها بالعمَل، فإنّنا أحبتى فى الله ما خُلِقنا عبثًا، خلِقنا لنعبدَ الله، خلِقنا لتنفِّيذَ أوامرَ الله، خُلِقنا لنقومَ بما أوجب الله علينا.من واجبات ننفذها وتعلم ونعمل بحقيقَتِها عِلمًاً وعمَلاً، ظاهرًا وباطنًا؛ لنكونَ مؤمنين حقًّا(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ)، واللهاعلم ما العِباد عامِلون ما به من طاعة إلى ربهم مقدمنون، ولكنّه جلّ وعلا لا يعاقِب العبد حتى تظهَر مخالفتُه وعصيانُه ووتقوم عليه الحجة والبرهان (فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) إنَّ مردَّكم إلى الله عالم الغيبِ والشهادة، استوَى في علمه ما خفيَ وما أُعلِنمن خلقه جل وعلى لانه ستحانه وتعالى هو الذى أخبر عن نفسه فقال تعالى(قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) إعلم حفظك الله أن عَملُك لا يكون عملاً حقاً، حتى يكون عملاً تتدرب عليه القلب فقاد واللسانُ والجوارح إلى فعلته عَمَل ظاهرٌ مع خلوِّ القلب منَ الاعتقادِ واليقين لا يصح اخى الكريم، اعتقادٌ لا يترجمُه عملٌ ظاهر لا ينفَع، فلا بد في العمَل من أن يكونَ الظاهر والباطن سواءً، ففي الباطنِ إخلاصٌ لله وقيامٌ بما أوجب الله وتعبُّدُ القلب لله ذِلّة واستكانة، وفي الظاهر القيامُ بالواجبات مع تركِ المحرّمات هكذا العمل النافع، وهكذا العمَل المفيد، وهكذا ينبَغِي أن يكونَ المؤمِن عليه في حياته، فيقضِي عُمره وهو في خَير تعبُّدًا لله بكلّ جوارحه، ظاهرًا وباطنا أيّها المسلم، إنما الخوفُ على العبدِ أن يظهِرَ الخيرَ وهو مبطِن لضدِّه، وأن يظهِرَ التمسّك والصلاح وهو في قلبه على خلافِ ذلك، أعمالٌ صالحة مشوبَة بالرّياءِ والسّمعة، لغيرِ الله صلَّى، ولغيرِ الله أطاع ولغيرِ الله تنسّك، ولغيرِ الله تعبَّد، فتلك الأمورُ لا بدَّ أن تخونَ صاحبَها أحوجَ ما يكون إليها .لِذاَ اشتدَّ خوفُ صالحي هذه الأمّة على أنفسهم وخافوا على أعمالهم، فجَمَعوا بين الخوفِ من اللهِ وحسنِ العمل أنظر حماك الله قوله جل فى علاه (إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ *وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ *وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) هؤلاءِ الصُّلَحاء خافوا على أعمالهم أن يتعرضَ لها رياءٌ فيبطِلها، أو يعرض لها والعياذ بالله شكوكٌ وارتيابٌ فتحبط الأعمال، خافوا على أعمالهم، ولم يثقوا بأنفسِهم، بل عظُم التجاؤُهم إلى الله، وقوِيَت الرغبةُ في الاضطرار بين يدَي ربهم،ومن أكثر ما خافوا منه العُجب (الكِبر) فهم دائمًا يخافون عقاب ربهم لذا تراهم يقولون(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) ويتذكرون قول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم (وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً* إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا) إن المؤمنَ يعمل، ولكن نصبَ عينيه خاتمةُ الأعمال، لا يدري ما يختَم له بِه، يخاف من تحوُّل منَ الإيمان إلى الكفر، ومن استقامةٍ إلى انحراف، ومن لزومِ الطريق إلى البُعد عنه، يرَى أناسًا اختلفت أهواؤهم، وتغيَّرت أفكارهم، وتنوَّعت آراؤهم، فهم يومًا دعاةٌ إلى الخير والصلاح، ويومًا ينقضونَ ما بنَوا ويبدِّلون ما قالوا بسوءٍ وأعمالٍ سيّئة. إذًا فهو يخاف على نفسِه أن يخدعَه الشيطانُ فيستولي عليه، فينسِيه ذكرَ الله، ويُصدّه عن سبيل الله المستقيم، فيختَم له بسوء، فيلقى الله على غيرِ هدًى، أعاذنا الله وإياكم من ذلك؛ ولذا قال الله لعباده (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)، الزَموا الإسلام، واثبتوا عليه، واستقيموا عليه، حتى يوافيَكم الموتُ وأنتم على الإسلامِ ملازِمين، غيرَ مبدِّلين ولا مغيِّرين. واسمع ما قال الله عن نبيِّه يعقوبَ عليه السلام (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) الزَموا الإسلام علمًا وعملا واعمروا في الباطنَ والظاهر وسَلوا الله الثباتَ على الحق فإنّ الله بيده قلوبُ العباد يقلِّبها كيف يَشاء، وسيِّدُ ولد آدم سيّد الأولين والآخرين وإمامُ الأنبياء و المرسلين يقول دائما: (اللّهمّ مقلبَ القلوب ثبِّت قلبي على دينك) تسأله عائشة: هل تخاف يا رسول الله؟! فيجيبها قائلا (إنَّ قلوبَ العباد بين أصبعين من أصابِع الرحمن، يقلِّبها كيف يشاء، إذا أراد أن يقلِبَ قلبَ عبدٍ قلَبَه) أخى الحبيب فمِن علامةِ توفيقِ الله لك ومِن علامة خاتمةِ الخير لك أن توَفَّقَ في بقيّةِ عمرِك لأعمالٍ صالحة تستقيم عليهَا تثبُت عليها تمضي بقيّةَ عمرك عليها، يقول أنس رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا استعمَله) قالوا: كيف يستعمِلُه يا رسولَ الله؟ قال: (يوفِّقُه لعملٍ صالحٍ قبل الموت) فيتداركه الله بتوبةٍ نصوح فيبدّل سيئاته حسنات ويتحلَّل من مظالم العباد، ويتوب إلى اللهِ مِن سيئاتِ الأقوال والأعمالِ، حتى إذا حضره الموتُ ودنا انتقالُ الروح من الجسد فإذا هو ثابتٌ على الحق، ثابتٌ على الهدَى، تُزَفّ له البشارة وهو على فراشهإستمع إلأى قولة الحق ولفظة الصدق من رب الارباب الذى علم خفاياك وما فى صدرك إستمع واعى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ) هكذا أولياء الله الصادقون الذين أخلصوا لله أعمالهم وصدقوا مع الله في تعامُلِهم فلم يكن رياء ولا سمعة ولا محبة للشهرة ولا إرادة العلوّ في الأرضولكن ليوم الحشر ليوم الآخرة ليوم القيامه وعلم قول الله تعالى (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) إعلم إنَّ المسلمَ ينبغي دائما له أن يسألَ الله حسنَ الخاتمة يسأل اللهَ أن يختمَ عمرَه بخير، وأن يجعلَ بقيّةَ عمرِه خيرا من ماضِيه ، فهو دائما يقول اللّهمّ اجعل خير أعمارِنا أواخرَها وخير أعمالِنا خواتيمَها، وخيرَ أيامنا يومًا نلقاك فيه. أيّها المسلم، حُسن الخاتمة أقضَّ مضاجعَ الصالحين، وكدّر عليهم صفوَ حياتهم لا والله وليس سوء ظنٍّ بربّ العالمين فحاشا ذلك لكن اشتدّ خوفهم من أنفسهم أن يؤتَوا من قبَل أنفسهم من أعمال سيئةٍ استبطنوها ومعاصٍ واصلوها يخافون أن لا يمَكَّنُوا مِن توبة وأن تَستمِرّ بهم الشهواتُ والملذّات، فتنقضي الأعمارُ بلا فائدةٍ فهم يخافون على أنفسهم ويعلمون قولَ الله جل وعلا (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) وقولَه جل وعلا (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) فاسألِ الله خاتمةَ خير، واسألِ الله أن تلقاه وأنت على الإسلام لم تبدِّل ولم تغيِّر بل أنتَ مستقيمٌ على هذا الهدَى أيّها المسلم، أسبابُ الخاتمة الحميدةِ أمورٌ كثيرة، فأعظمها تقوَى الله في السرِّ والعلانِية (اتَّق الله حيثما كنت) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) وقوله تعالى (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ) (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا) الإخلاصُ لله في القولِ والعمل (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الاستقامة على الهدى ولزوم الطريقِ المستقيم، (اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) وقوله تعالى (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) قال صلى الله عليه وسلم لرجل سأله، قال: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرك، قال (قل آمنتُ بالله، ثم استقم) يا أخي، تذكّر الموت وما بعدَه فعَسى أن يكونَ في التذكُّر عبرة وعِظة تذكَّروا الجنة ونعيمَها والنار وآلامها أغلالها وأمرٌ آخر: استشعارُ قلبِك بكمال علمِ الله بك وكمالِ اطلاعِه على سرك وعلانيتك، وأنَّ الله لا يخفَى عليه شيء من أمرك، (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا) الإكثارُ من ذكرِ الله والالتجاءُ إليه دائمًا وأبدا فإنَّ الله من فضله أنّه لا يخيِّب رجاءَ من رجاه (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) ولكن الخوف من معاصٍ أصرَرتَ عليها، أخفيتَها عن الناسِ والله مطَّلِع عليها(يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ) أيّها المسلم، ومن أسبابِ حُسن الخاتمة الإكثارُ من تلاوة القرآن والمحافظة على فرائض الإسلام بإخلاص ويقين، وربُّك لا يضيع أجرَ من أحسنَ عملا. ولِلخاتمةِ الحسنةِ علامات، فمنها أن يوفَّق العبدُ لأن تكون كلمةُ الإخلاصِ آخرَ ما يقول، فإنَّ من ختِم له بهذه الكلمة نال الفضلَ العظيم، وفي الحديث (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخلَ الجنة) وفي حديث عِتبان رضى الله عنه (فإنَّ الله حرَّم على النار من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه) وعند الاحتضار يوفِّق الله أهلَ الإيمان فعندما يأتي ملكُ الموت لقبض تلك الروح التي طالما عمر بها الجسَد يكون آخر كلام العبد: أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله فيا لها من كلمةٍ إذا وفِّق لها في تلك الحالة العصيبة إنها كلمةٌ تنجيه من النارِ وتؤمِّنه من الخلودِ في النار، فيختَم له بخَير. إنَّ العبدَ عند الاحتضار تضعف قواه وتقِلّ حيلته، ويجلب الشيطان عليه برَجله وجندِه؛ عسى أن يظفرَ منه بخاتمةِ سوء، يحسِّن له الباطل، ويدعوه إلى مِلَل الكفر، والعبدُ في شدَّة ضعفٍ وأعظَمِ بلاء، يعالجُ مِن خروجِ الروح من جسده ما الله به عليم، ولكنَّا لا نعلَم ذلك والله تعالى يقول (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَ تُبْصِرُونَ) فالمؤمن يثبته الله على الحق، عمرٌ طالما عمِر في طاعةِ الله قلبٌ طالما أخلَص لله العملَ، فيوفَّق عند الاحتضار، فينطِق بكلمة التَّوحيد، فيختَم له بها عملُه، فتلك النّعمةُ الكبرى والفضل العظيم (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء) أيّها المسلم، ومِن علامات حسنِ الخاتمة ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم (إنَّ المؤمِن يموت في عرقِ جبينه) فيعرَق جبينُه عند احتضارِه، وهذه من علاماتِ الخير ومنها ما أخبر النبيّ بأنّ تلك الميتَة شهادة، فأخبر أنّ الميتَ بالطّاعون شهيد، والميت بالغَرَق والهدمِ شهيد، والميّت بداءِ البطن شهيد، كلّ تلك علاماتُ خير للمسلم بتوفيق الله له فاسأل الله خاتمةَ الخير واحذَر أن تخونَك أعمالك في تلكَ اللّحظات فيظهر على فَلَتات لسانك ما كنتَ تضمِره من سوءِ الاعتقاد، أو ما كنتَ تضمِره من محبّة المعاصي أو ما كنتَ تضمِره من الظلمِ والعدوان أو ما كنتَ تضمره من قلّةِ الإخلاص والرّياء، فيظهر ذلك على لسانِك عندَ الموت، فتلقى الله على غير هدى أعاذنا الله وإياكم من ذلك فاحذروا أحبتى عواقب الذنوب واستقِيموا على طاعةِ علاّم الغيوب أسأل الله أن يثبِّتني وإياكم على صراطه المستقيم وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يحيِيَنا مسلمين ويميتَنا مسلمين ويلحِقَنا بالصالحين غيرَ خزايا ولا مفتونين إنّه أرحمُ الراحمين وأكرم الأكرمين.هذا ولله الحمد وصلى الله على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن إهتدى بهداه إلى يوم الدين | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: سَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ السبت نوفمبر 19, 2011 10:08 am | |
| جزاكم الله الفردوس الأعلي جعله الله في ميزان حسناتكم |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: سَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ السبت نوفمبر 19, 2011 9:05 pm | |
| - حماس الياسين كتب:
- جزاكم الله الفردوس الأعلي
جعله الله في ميزان حسناتكم السلام عليكم حفظكم الله نروركم طيب جزاكم الله الخير اشكركم وصل الله على رسول الله |
|
بسمة بسمة
عدد المساهمات : 268 تاريخ التسجيل : 27/12/2011
| موضوع: رد: سَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الأربعاء يناير 18, 2012 4:57 am | |
| | |
|