منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى
من بعثته صل الله عليه وسلم إلى  إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه 202011md12982104031

Uploaded with ImageShack.us
منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى
من بعثته صل الله عليه وسلم إلى  إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه 202011md12982104031

Uploaded with ImageShack.us
منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامى متخصص فى الدعوه إلى الله والمناصحه بين المسلمين وعلوم القراءات العشر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
رسول الدعوة الحكمة متشابهات الانبياء سيّدنا سيدنا محمد العام إبراهيم النبي وتبارك حياته ابراهيم الحكمه عنتر تمام ألفاظ الحديث الله الديون المسيح وراء وقال اسماء الصالحين
المواضيع الأخيرة
» من أفضل شركات التشطيب في مصر
من بعثته صل الله عليه وسلم إلى  إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه Icon_minitimeالأربعاء يناير 27, 2021 1:48 pm من طرف كاميرات مراقبة

» من أفضل شركات كاميرات المراقبة في مصر2021
من بعثته صل الله عليه وسلم إلى  إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه Icon_minitimeالأربعاء يناير 27, 2021 1:47 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تشطيب شقق وفيلل بأقل الاسعار واعلي مستوي 2021
من بعثته صل الله عليه وسلم إلى  إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه Icon_minitimeالثلاثاء يناير 19, 2021 1:58 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنه من شركة دي سي اس مصر 2021
من بعثته صل الله عليه وسلم إلى  إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه Icon_minitimeالثلاثاء يناير 19, 2021 1:56 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنه من شركة دي سي اس مصر 2021
من بعثته صل الله عليه وسلم إلى  إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه Icon_minitimeالأحد يناير 10, 2021 2:35 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تشطيب شقق وفيلل بأقل الاسعار واعلي مستوي 2021
من بعثته صل الله عليه وسلم إلى  إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه Icon_minitimeالأحد يناير 10, 2021 2:33 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنة للتشطيبات والديكورات 2021
من بعثته صل الله عليه وسلم إلى  إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 29, 2020 1:01 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنة للتشطيبات والديكورات 2021
من بعثته صل الله عليه وسلم إلى  إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 29, 2020 12:59 pm من طرف كاميرات مراقبة

» شركة دي سي اس مصر لكاميرات المراقبة 2021
من بعثته صل الله عليه وسلم إلى  إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه Icon_minitimeالسبت ديسمبر 19, 2020 2:40 pm من طرف كاميرات مراقبة

مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 من بعثته صل الله عليه وسلم إلى إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




من بعثته صل الله عليه وسلم إلى  إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: من بعثته صل الله عليه وسلم إلى إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه   من بعثته صل الله عليه وسلم إلى  إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 03, 2012 5:55 pm

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده

احبتى فى الله

هبا بنا نتوقف سويا مع حببنا صل الله عليه وسلم ونرى حياته عليه الصرىة والسلام من بعثته إلى هجرته


قبل بعثة النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم كانت البشرية تعيش في ضلالات الجهل والشرك والإلحاد ، وكانت العرب جزءاً من تلك البشرية الغارقة في الانحطاط ، والتي تحتاج إلى من ينقذها وينتشلها مما هي فيه .

كان الجهل فاشياً، والظلم جاثماً، والفوضى ضاربة بأطنابها في كل مكان، حقوق مسلوبة، وأعراض منتهكة، وحياة بغير نظام ولا قانون، ولا تشريع ولا تنظيم، سوى بعض العادات ، والأعراف القبلية .

كان الأمن مفقوداً ، والسلب والنهب أمراً معهوداً ، حياة لا أمان فيها ، ولا استقرار ، فالمقيم مهدد بالضرر، والمسافر في وجل وخطر .

كان القتل ، والنهب ، واعتداء القوي على الضعيف ، وكانت الحروب تنشأ لأتفه الأسباب ، فتزهق النفوس، وترمل النساء ، وييتم الأطفال .

في ظل هذه الظروف وتلك الأوضاع ، وبعد فترة من انقطاع الرسل بُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، على رأس الأربعين من عمره ؛ حيث جاءه جبريل وهو في غار حراء بأول ما نزل من القرآن ، فقرأ عليه قوله تعالى : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } (العلق :1) ، ثم توالى نزول القرآن - الكتاب الخاتم - وبدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعوته على مراتب خمس كما ذكر ذلك ابن القيم-رحمه الله- في كتابه "زاد المعاد" : المرتبة الأولى : النبوة ، والثانية : إنذار عشيرته الأقربين ، والثالثة : إنذار قومه ، والرابعة : إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله ، وهم العرب قاطبة ، والخامسة : إنذار جميع من بلغته دعوته من الجن والإنس إلى آخر الدهر .

فقام بمكة ثلاث سنوات يدعو إلى الله سراً ، ثم جهر بالدعوة بعد نزول قول الله تعالى : { فاصدع بما تؤمرُ وأعرض عن المشركين } (الحِجِر :94).

لقد كانت بعثته -صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين ، كما أخبر بذلك أصدق القائلين :{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} (الأنبياء :107) ، وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ( إنما أنا رحمة مهداة ) رواه الحاكم في "المستدرك" ، و البيهقي في شعب الإيمان ، وصححه الألباني .
فمن آمن به وصدقه ، فاز فوزاً عظيماً ، قال تعالى : {ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }(الأحزاب :71) .

ومن أعرض عن هدايته فقد ضل ضلالاً بعيداً ، وخسر في الدنيا والآخرة ، قال تعالى : {ومن أعرض عن ذكري فإنَّ له معيشةً ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى} (طه :124).

كانت دعوته إلى الإيمان بالله وحده وعدم الشرك به ، وإلى الفضيلة والرشد ، وإلى الأمانة والصدق ، دعوة إلى الخير بكل أنواعه ، وتحذيراً من الشر بكل أصنافه .

إنَّ بعثته - صلى الله عليه وسلم- كانت ميلاداً جديداً للبشرية ، وتاريخاً عظيماً للإنسانية ، قال تعالى :{ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون} (الأعراف :158).

فببعثته كَمُلَ للبشرية دينها ، وتم للإنسانية نعيمها ، قال تعالى : {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } (المائدة :3) .

فكان الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لعباده جميعاً ، ولن يقبل الله من أحدٍ ديناً سواه ، قال تعالى:{ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} (آل عمران : 85).


وبدء نزول الوحى




العالم يقف على شفا حفرة من النار، والإنسانية تخطو بسرعة إلى الضلال والشقاء، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أتم أربعين سنة من عمره.. هنا ظهرت بشريات الصبح وطلائع السعادة، وآن أوان البعثة، فتم أعظم لقاء في حياة البشرية، لقاء جبريل عليه السلام مع محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فلقد أشرق نور الإسلام، ونزل جبريل عليه السلام بأمر الواحد الأحد، يحمل أعظم رسالة، إلى أفضل رسول ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ ليغير الحياة، ويأخذ بيد الإنسانية التائهة، وينشر الإيمان والعدل، والتوحيد والنور .

ولنستمع إلى عائشة ـ رضي الله عنها ـ وهي تحدثنا عن بداية نزول وإشراق الوحي فتقول: ( أول ما بدئ به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الوحي هو الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبِب إليه الخلوة، وكان يخلو في غار حراء، يتحنث (يتعبد) فيه الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملَك فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجَهد، ثم أرسلني فقال اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، قال فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطنى الثالثة ثم أرسلني فقال: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ } (العلق3:1)، فرجع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرجف فؤاده، فدخل على زوجته خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ، فقال: زملوني، زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة : لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَََل، وتكَسب المعدوم، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل ابن عمها، وكان امرًأً تنصر بالجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله له أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة : يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة : يا ابن أخي ما ذا ترى؟ فأخبره رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما رأى، فقال له ورقة : هذا الناموس( جبريل عليه السلام) الذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا (شابا)، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال: أَوَ مُخرجي هم؟، قال نعم، لم يأت رجل قَط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي ) ( البخاري ) .

لا شك أن هذا الحدث يحمل في طياته العديد من الدلالات والمعاني التي ينبغي أن نقف معها للتأمل والاعتبار، وهي كثيرة منها:

معجزة الوحي، فحقيقة الوحي معجزة خارقة للسنن الطبيعية، حيث أُوحي إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ القرآن الذي هو كلام الله، وقد ترتب عليه جميع حقائق الدين بعقائده وتشريعاته وأخلاقه، ولذلك اهتم المستشرقون والمشركون من قبلهم بالطعن والتشكيك في حقيقة الوحي، وحاولوا أن يحرفوا ظاهرة الوحي عن حقيقتها وعما جاءنا في صحاح السنة الشريفة، وحدثنا به المؤرخون الثقات، فقائل يقول : حديث نفس، وآخر يقول: إشراق روحي وإلهام .

والحقيقة تقول إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وهو في غار حراء فوجئ بجبريل أمامه يراه بعينيه، وهو يقول له اقرأ، حتى يتبين أن ظاهرة الوحي ليست أمراً ذاتياً داخلياً مرده إلى حديث النفس، وإنما هو استقبال وتلقِ لحقيقة خارجية لا علاقة لها بالنفس والإلهام، ثم إن ضم جبريل إياه وإرساله ثلاث مرات قائلاً في كل مرة: اقرأ، يعتبر تأكيداً لهذا التلقي الخارجي، ومبالغة في نفي ما قد يُتصور من أن الأمر لا يعدو كونه خيالاً أو حديث نفس، مما يدعيه محترفو التشكيك في الإسلام والتلبيس على المسلمين، من أعداء الإسلام ومن سار وراءهم . . ولقد أصيب النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخوف مما سمع ورأى، وأسرع إلى بيته يرجف فؤاده ، وهذا يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن متشوقاً للرسالة التي سيُكَلف بثقلها وتبليغها للناس، وقد قال الله تعالى تأكيداً لهذا المعنى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } (الشورى:52) .

ومن دلالات بداية نزول الوحي ومعانيه التي ظهرت بصورة واضحة قيمة العلم ومنزلته في الإسلام، فأول كلمة هي الأمر بالقراءة { اقرأ باسم ربك }، وفي ذلك إشادة بالعلم وفضله ، والقلم وخطره، فللعلم منزلته في بناء الأفراد والشعوب والأمم، ومازال الإسلام يحث على العلم ويأمر به ، ويرفع درجة أهله ، ويميزهم على غيرهم ، قال تعالى :{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير }(المجادلة: من الآية11)، وقال سبحانه :{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ }(الزمر: من الآية9).. والعلم النافع من الله، الذي علم بالقلم، وعلم الإنسان ما لم يعلم ، ومتى حادت البشرية وابتعدت عن منهج الله ، رجع علمها وبالا عليها، وكان سببا في إبادتها ..


كما ظهر أيضا مع نزول الوحي فضل الرؤيا الصالحة التي يراها المؤمن أو تُرى له، فقد كانت الرؤيا الصالحة بداية إشراق شمس النبوة ، ففي حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ، أن أول ما بدئ به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الوحي الرؤيا الصالحة ، وتسمي أحيانا الرؤيا الصادقة، والمراد بها الرؤيا الطيبة التي ينشرح لها الصدر وتزكو بها الروح، والرؤيا الصالحة للمؤمن من البشرى في الحياة الدنيا، فقد ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: ( أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم أو تُرَى له )( ابن ماجه )..

ومن خلال مرحلة بداية نزول الوحي علمنا بركة الخلوة من أجل العبادة، واعتزال أصحاب السوء والمعاصي، يدل على ذلك قول الله تعالى عن إبراهيم ـ عليه السلام ـ: { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً } (مريم:48)، وقبيل النبوة حُبِب إلى نفس النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخلوة ، فاتخذ غار حراء مكانا للعبادة، لينقطع عن مشاغل الحياة ومخالطة الخلق، وفي ذلك إشارة إلى حاجة المسلم إلى بعض الوقت من الخلوة، يتفكر في مظاهر الكون وآياته، ودلائل عظمة الله، ومحكم تدبيره، وعظيم إبداعه، ولذلك كان من سنن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة الاعتكاف في المسجد، لتنقية القلب من الشوائب والآفات، ومحاسبة النفس.. والداعية إلى الله بوجه خاص بحاجة ماسة إلى زاد يعينه على مواصلة سيره ودعوته، ومواجهة العوائق والعقبات..


فالتكذيب والإخراج والإيذاء سنة من سنن الأمم مع من يدعوهم إلى الله عز وجل، وقد ظهر هذا المعنى بصورة جلية من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أوَ مخرجي هم ؟ )، وقول ورقة بن نوفل : لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي. ولقد أكد القرآن الكريم هذا المعنى في آيات كثيرة، كما قال تعالى عن قوم لوط: { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } (النمل:56)، وعن قوم شعيب :{ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ } (الأعراف:88)، وقال تعالى:{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ } (إبراهيم:13) ..



كما أن هذا الحدث أشار إلى أهمية وفضل الزوجة الصالحة ( خديجة رضي الله عنها): فالزوجة لها دور عظيم في نجاح زوجها في مهمته في هذه الحياة، وأمنا خديجة ـ رضي الله عنها ـ كانت مثالا للزوجة الصالحة التي تعين زوجها، وتقف إلى جانبه، وتفرج همه بكلمة طيبة وموقف حسن، وقد اتضح ذلك في وقوفها ـ رضي الله عنها ـ بجانب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يواجه الوحي أول مرة، وما قامت به مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياتها كلها، ومن ثم قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ Sad الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة ) ( مسلم ) . وورد في فضل خديجة ـ رضي الله عنها ـ، أن جبريل عليه السلام، قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( هذه خديجة أقرئها السلام من ربها، وأمره أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب (لؤلؤ أو ذهب)، لا صخب فيه ولا نَصَب ) (متفق عليه). .

لقد كانت لحظة بدء نزول الوحي حدثا ضخما بحقيقته وآثاره في حياة البشرية، وهذه اللحظة تُعد ـ بغير مبالغة ـ أعظم لحظة مرت على الأرض في تاريخها الطويل، فقد تكرم الله عز وجل على البشرية باختيار محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليكون نوره ورسوله إليها..



فترة فتور الوحى




كم كانت فرحة النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما بشّره جبريل عليه السلام بالوحي أوّل مرة ، فقد وجد أخيراً جواباً للكثير من الأسئلةٍ التي ظلّت تؤرّقه زماناً طويلا، وأبصر طريق الخلاص من ضلال قومه وممارساتهم ، ولكن سرعان ما تحوّلت مشاعر الفرحة إلى حزنٍ شديد ، حينما توقّف الوحي وانقطع فترةً بعد ذلك.

وجاءت هذه الحادثة ، بعد ذهاب النبي - صلى الله عليه وسلم - و خديجة رضي الله عنها إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ، ، وتفسير ورقة لحقيقة ما رآه في الغار ، وإنذاره بعداوة قومه له ، حيث تأخّر الوحي عن النزول عدّة أيّام كما تفيده الروايات الصحيحة .

ويظهر من سياق القصّة ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حزن حزناً شديداً ، وذلك بسبب أنه فسّر تأخّر الوحي بانقطاع النبوّة ، وزوال الاصطفاء من الله تعالى له ، فكان عليه الصلاة والسلام بحاجة إلى وحيٍ يعيد له طمأنينته ، ويزيل عنه الهواجس المتعلّقة بانقطاع الرسالة .

وقد حصل له - صلى الله عليه وسلم - ما يؤكد نبوته ، ويقطع الشك باليقين ، وذلك عندما جاءه جبريل عليه السلام مرة أخرى على صورة ملك جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فأخذته رجفةٌ شديد حتى سقط على الأرض ، ثم عاد إلى أهله مسرعاً ، ولما دخل على خديجة رضي الله عنها قال لها : ( دثّروني ، وصبّوا عليّ ماء باردا ) ، فنزلت الآيات الكريمة: { يا أيها المدثر ، قم فأنذر ، وربك فكبر ، وثيابك فطهر ، والرجز فاهجر } ( المدثّر : 1 – 5 ) ، وكان نزول هذه الآيات إعلاماً للنبي – صلى الله عليه وسلم – بنبوّته ، وتكليفاً له بتحمّل أعباء هذا الدين ، والقيام بواجب الدعوة والبلاغ .

وقد ذكر العلماء بعض الحِكَم من انقطاع الوحي تلك الفترة ، كذهاب الخوف والفزع الذي وجده - صلى الله عليه وسلم - عندما نزل عليه الوحي أول مرة ، وحصول الشوق والترقب لنزول الوحي مرة أخرى ، بعد تيقّنه أنه رسول من الله ، وأن ما جاءه هو سفير الوحي ينقل إليه خبر السماء ، وبذلك يصبح شوقه وترقبه لمجيء الوحي سبباً في ثباته واحتماله لظاهرة الوحي مستقبلاً .

إسلام الصديق رضى الله عنه


بادر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى صديقه الحميم أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ ليخبره بما أكرمه الله به من النبوة والرسالة، ويدعوه إلى الإيمان به، فآمن به دون تردد، وشهد شهادة الحق، فكان أول من آمن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الرجال، إذ كان من أخص أصحابه قبل البعثة، عارفا به ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبأخلاقه، وكان يعلم من صدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمانته ما يمنعه من الكذب على الخلق، فكيف يكذب على الله؟!. ولذا بمجرد ما ذكر له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الله أرسله رسولا، سارع إلى تصديقه والإيمان به، ولم يتردد..

وقد روى ابن إسحاق عن بداية إسلام أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ فقال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الحصين التميمي أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة و تردد و نظر، إلا أبا بكر ما عكم عنه حين دعوته، و لا تردد فيه ) ما عكم: ما تباطأ بل سارع ..

يقول ابن إسحاق : " .. كان أبو بكر رجلا مؤلفا لقومه محببا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بها، وبما كان فيها من خير وشر، وكان رجلا تاجرا، ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه وتجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام، من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه ".

لقد كان أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ كنزاً من الكنوز، ادخره الله تعالى لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكان من أحب قريش لقريش، فذلك الخُلق السمح الذي وهبه الله تعالى إياه جعله من الذين يألفون ويؤلفون، والخُلق السمح وحده عنصر كاف لألفة القوم، وهو الذي قال فيه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر )( الترمذي ) .

ولما كان رصيده ـ رضي الله عنه ـ العلمي والاجتماعي في المجتمع المكي عظيماً، استجاب له في دعوته للإسلام صفوة من خيرة الخلق، من العشرة المبشرين بالجنة، منهم: عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ..

وكان هؤلاء الأبطال الخمسة أول ثمرة من ثمار الصديق - رضي الله عنه -، دعاهم إلى الإسلام فاستجابوا، وجاء بهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فُرادَى، فأسلموا بين يديه، فكانوا الدعامات الأولى التي قام عليها صرح الدعوة، وكانوا العدة الأولى في تقوية جانب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم تتابع الناس يدخلون في دين الله أفواجا .

إن تحرك أبي بكر - رضي الله عنه - في الدعوة إلى الله تعالى، يوضح صورة من صور الإيمان بهذا الدين والاستجابة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، صورة المؤمن الذي لا يقر له قرار، ولا يهدأ له بال، حتى يحقق في دنيا الناس ما آمن به، دون أن تكون انطلاقته دفعة عاطفية مؤقتة، سرعان ما تخمد وتذبل وتزول، فقد ظل نشاط أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ وحماسه إلى دينه ودعوته حتى توفاه الله، ولم يفتر أو يضعف .

ومن الملاحظ والمشاهد في عالم الواقع، أن أصحاب الجاه لهم أثر كبير في كسب أنصار للدعوة، ولهذا كان أثر أبي بكر - رضي الله عنه - في الإسلام أكثر من غيره .. فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ما نفعني مال قط، ما نفعني مال أبي بكر . فبكى أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ وقال: وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله ) ( ابن ماجة ) .

وبعد أن كانت صحبة الصديق ـ رضي الله عنه ـ لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مبنية على مجرد الاستئناس والتوافق النفسي والخُلُقي، صارت الصحبة بالإيمان بالله، وبالمؤازرة في الشدائد، واتخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ صاحبا له طوال حياته .. وقد لقب ـ رضي الله عنه ـ في القرآن الكريم بالصاحب، قال تعالى: { إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبِه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم } (التوبة الآية:40)، وقد أجمعت الأمة على أن الصاحب المقصود هنا هو أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ .

ولقب كذلك ـ رضي الله عنه ـ بالصديق، لكثرة تصديقه للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وفي هذا تروي أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ فتقول: ( لما أسري بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعى رجال إلى أبي بكر ، فقالوا: هل لك إلى صاحبك؟، يزعم أن أُسْرِي به الليلة إلى بيت المقدس، قال: وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن قال ذلك فقد صدق . قالوا: أوَ تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟!، قال نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبو بكر الصديق ) ( الحاكم ) .

وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ : أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صعد أُحُداً، و أبو بكر وعمر وعثمان ، فوجف بهم، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( اثبت أحد، ما عليك إلا نبي، وصديق، وشهيدان ) ( أحمد ). والشهيدان: عمر وعثمان ـ رضي الله عنهما ـ، والصديق: أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ ..

لقد شرف الله أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ بصحبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وملازمته والقرب منه حيا وميتا، فقد دفن ـ رضي الله عنه ـ بجوار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومن ثم فلا يجتمع في قلب عبد حب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبغض أبى بكر ، وتعظيم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والحط من منزلة أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ ..

وبعد إسلام أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ مضت الدعوة إلى الله في مهدها الأول، سرية وفردية، وقائمة على الاصطفاء والاختيار للعناصر التي تصلح أن تتكون منها الجماعة المؤمنة، التي ستسعى لإقامة دولة الإسلام، ودعوة الناس إلى دين الله، والتي ستقوم حضارة ربانية لا مثيل لها على أيديهم، وكان أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ من أعمدة هذه الدعوة ..

وإلأى لقاء فى درس آخر من دروص البعثة قبل الهجره




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من بعثته صل الله عليه وسلم إلى إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الرابع حكم التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى
» حملة الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ...شارك معنا
» ثلاث أقسم عليهن رسول الله ـ صلَّ الله عليه وسلم
» زواج النبى صل الله عليه وسلم من أم المؤمنين السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنهما
» انطباع الرسول صلى الله عليه وسلم نحو عائشه رضي الله عنها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى :: حياة الرسول (عليه الصلاة والسلام)-
انتقل الى: