زائر زائر
| موضوع: هل يحلق لحيته لأنها تسبِّب حساسية لبشرة زوجته ؟ الثلاثاء مايو 29, 2012 11:01 pm | |
| هل يحلق لحيته لأنها تسبِّب حساسية لبشرة زوجته ؟
السؤال: أنا متزوج وزوجتي صاحبة بشرة حساسة جدّاً ، كلما اقتربتُ منها في منطقة الوجه ظهر لها حبيبات بسبب لحيتي ، وهذا يسبِّب لها ألماً شديداً ، فماذا أفعل في لحيتي ؟ .
الجواب : الحمد لله فإن الأحاديث قد تضافرت على وجوب إعفاء اللحية والتحذير من مشابهة المجوس في حلقها أو تخفيفها ، ومن هذه الأحاديث : ( خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ وَفِّرُوا اللِّحَى ) رواه البخاري ( 5553 ) وقال ( جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَأَرْخُوا اللِّحَى خَالِفُوا الْمَجُوسَ ) رواه مسلم ( 260 ) . وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - في " اقتضاء الصراط المستقيم " أن مشابهة الكفار في الظاهر سبب لمشابهتهم في الأخلاق والأفعال الممنوعة بل وفي نفس الاعتقادات ، فقال : " المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر ، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة " . انتهى من " اقتضاء الصراط " ( ص 221 ) . وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج بنساء كثيرات وهو كث اللحية ، فقد قال جابر رضي الله عنه في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ( وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ ) رواه مسلم ( 2344 ) ، وفي حديث النسائي ( 5232 ) - وصححه الألباني - بلفظ ( كثَّ اللحية ) ، وكان الأمر هكذا مع الصحابة والتابعين ومن بعدهم بل وحتى غير المسلمين ممن يعفون لحاهم . وفي حلق اللحية منكرات عدة ، منها : أنها تغيير لخلق الله ، ومنها : التشبه بالكفار ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) رواه أبو داود ( 4031 ) بإسناد جيد ، ومنها : التشبه بالنساء وفي الحديث ( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ ) رواه البخاري ( 5546 ) . ال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:
اللحية هي ما نبت على الخدين والذقن كما أوضح ذلك صاحب القاموس، فالواجب ترك الشعر النابت على الخدين والذقن وعدم حلقه أو قصه .
أصلح الله حال المسلمين جميعاً.
فتاوى إسلامية (2/325) .
وقال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله تعالى:
وحدُّ اللحية كما ذكره أهل اللغة هي شعر الوجه واللحيين والخدين ، بمعنى أن كل ما على الخدين وعلى اللحيين والذقن فهو من اللحية ، و أخذ شيء منها داخل في المعصية أيضاً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " وفروا اللحى " و " أوفوا اللحى" ، وهذا يدل على أنه لا يجوز أحذ شيء منها ، لكن المعاصي تتفاوت ؛ فالحلق أعظم من أخذ شيء منها لأنه أعظم وأبين مخالفة من أخذ شيء منها. والأصل في الأمر الوجوب ، وقد يرخص في تخفيفها أو حلقها لعذر شرعي يتعلق بصاحبها نفسه كظهور حبوب في الوجه لا تعالج إلا بتخفيف لحيته أو حلقها ، أو من أجل إجراء عملية في الوجه ، لكن لا يفتى بحلقها من أجل عذر قائم بغيره .
فإذا قدر أن هناك حالة خاصة ، كالتي تذكر عن زوجتك ، فإن مفاداة التأذي عند معاشرة الزوجة ممكنة ، كأن يضع أحدكما ، أو كلاكما على وجهه شيئا من العوازل الطبية ، كمرطبات الوجه والزيت ، عند المباشرة ، من أجل توقي ذلك .
وعلى الزوجة أن تعالج نفسها من مرضها ذاك ؛ إذ لا يمكن من أجل إرضاء الزوجة الوقوع فيما حرم الله من حلق اللحية . ثم إن ذهاب المرض من الزوجة بحلق الزوج لحيته مظنون ؛ فقد يحلق لحيته وتبقى الحساسية من مماسة الجلد للجلد .
فالذي ينبغي عليكم العمل على ذهاب هذه الحساسية من الزوجة ، وليس العمل على ذهاب اللحية ، وبقاء الحساسية .
. والله أعلم |
|