زائر زائر
| موضوع: ما يجب على كل مسلم أن يتعلمه ويأثم بتركه الأحد مايو 20, 2012 12:59 pm | |
|
اخوانى واخواتى فى منتدانا المبارك حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
من باب التعاون على فعل الخير وعملا بقول ربنا تبارك وتعالى
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ)
وعملا بقول نبينا صلى الله عليه وسلم
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم
(من سنَّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها،)
وقوله صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : علم ينتفع به ، وصدقة جارية ، وولد صالح يدعو له " رأيت ان اذكر نفسى واخوانى بموضوع مهم بل هو من الاهمية بمكان الا وهو ما يجب على كل مسلم ومسلمه ان يتعلمه ولا يعذر بتركه وياثم فى تقصيره فى تعلمه اياه وذلك لاحتياج كل مسلم اليه حتى ينجو من عذاب الله يوم القيامه ورايت قبل ان ابداء بذكر الموضوع ان اذكر شيئا عن الجهل وقانا الله واياكم منه ذلكم الداء العضال الذىكان سببا فى هلاك أمما كثيره وان شاء الله الموضوع يكون فى حلقات متصله يتبع بعضها بعضا ان قدر ربنا لنا ذلك والله اسأل ان يكتب لهذا الامر التمام والقبول والفائده لكل مسلم ونبداء احبتى بذكر الجهل
الجهل
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، قدر فهدى، وأخرج المرعى، فله الحمد في الآخرة والأولى، والصلاة والسلام على رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فالجهل داء عظيم, وشر مستطير، بل هو أساس الشر وجماعه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وجماع الشر الجهل والظلم قال الله - تعالى - {وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (72) سورة الأحزاب، إلى آخر السورة،
وذكر التوبة لعلمه - سبحانه وتعالى - أنه لا بد لكل إنسان من أن يكون فيه جهل وظلم، ثم يتوب الله على من يشاء، فلا يزال العبد المؤمن دائماً يتبين له من الحق ما كان جاهلاً به، ويرجع عن عمل كان ظالماً فيه1".
وما من صفة تزري بالإنسان كصفة الجهل، فالجهل أعدى أعداء الإنسان، والجاهل يفعل في نفسه ما يستطيع عدوه أن يفعله به، ولأن الله - تبارك وتعالى - أودع في الإنسان قوة إدراكية، فإنه إذا طلب العلم أكد إنسانيته، فإن ترك العلم هبط عن مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به.
تعريف الجهل:
الجهل: هو اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه، واعترضوا عليه بأن الجهل قد يكون بالمعدوم, وهو ليس شيء, والجواب عنه أنه شيء في الذهن2.
ويكون بسيطاً, أو مركباً، والجهل البسيط هو عدم العلم عما من شأنه أن
يكون عالماً,
أما الجهل المركب فهو عبارة عن اعتقاد جازم غير مطابق للواقع3"؛ وقال الراغب: "الجهل على ثلاثة أضراب:
الأول: هو خلو النفس من العلم وهذا هو الأصل، وقد جعل ذلك بعض المتكلمين معنى مقتضياً للأفعال الخارجة عن النظام كما جعل العلم معنى مقتضياً للأفعال الجارية على النظام.
والثاني: اعتقاد الشيء بخلاف ما هو عليه.
والثالث: فعل الشيء بخلاف ما حقه أن يفعل سواء، اعتقد فيه اعتقاداً صحيحاً أم فاسداً كتارك الصلاة عمداً، وعلى ذلك قوله - تعالى -: {أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}4, فجعل فعل الهزؤ جهلاً، وقوله - تعالى -: {فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ}5"6.
الآيات الواردة في الجهل:
وقد أتى الجهل في القرآن على عدة معاني منها:
1- الجهل بمعنى اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه وفيه عدة آيات كقوله - تعالى -:{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}7, وقوله - تعالى -:{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ}8, وقوله:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}9, وقوله:{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ}10.
2- الجهل بمعنى خلو النفس من العلم وفيه عدة آيات كقول الله - تبارك وتعالى -: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}11, وقوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}12.
3- الجهل بمعنى فعل الشيء بخلاف ما حقه أن يفعل وورد في ذلك عدة آيات منها قول الله - تبارك وتعالى -: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}13, وقوله:{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}14, وقوله:{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ}15.
الأحاديث الوارد في ذم الجهل:
- عن عياض بن حمار المجاشعي - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم في خطبته: ((ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، كل مال نحلته عبداً حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء، تقرؤه نائماً ويقظان،) الحديث 16 ، ومعنى اجتالتهم الشياطين أي أخذتهم عن فطرتهم السليمة إلى الأخلاق السيئة - والعياذ بالله -، وعن أبي موسى الأشعري وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - قالا: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج))17 والهرج القتل، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير عل،م فضلوا وأضلوا))18، ويؤخذ من الحديثين أن الجهل لا يزول إلا بالعلم, وأن الجهل من علامات الساعة, وأن سبب الضلال إنما هو الجهل قالت أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: "ما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال: ((اللهم إني أعوذ بك أن أَضِلَ أو أُضَلُّ، أو أَزِل أو أُزَل، أو أَظلِم أو أُظلَم، أو أَجهَلَ أو يُجهَلُ علَيَّ))19، وقال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: "من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح20"، وأنشد بعض الشعراء:
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله فأجسامهم قبل القبور قبور
وإن امرأ لم يحيى بالعلم ميت فليس له قبل النشور نشور21
والجهل لا يزول إلا بالعلم، وأفضل العلم هو علم التوحيد، وقد أمر الله - تبارك وتعالى - بالعلم في التوحيد فقال:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}22
|
|