بدر المحنة بدر الدعاء بدر التفريج بدر النصر
كيف لثلاثمائة و بضعة عشر رجلا مسلما غير مجهزين
يقاتلون ألف رجل مشرك مجهز بالعدة و العتاد
و لكل عصر عتاده و أدوات حربة
هل يعقل أن ينتصروا عليهم
و ماذا نفعل ليحدث ذلك مع أول درس من بدر المحنة
بدر الدعاء نعم الدعاء و الإلحاح فيه
و إن كنت لا تصدق فى قوة هذا السلاح
فإسمع ما فعله حبيبك محمد صلى الله عليه و سلم
و تعلم منه الهدى الربانى
و هو العزيز على الله و الذى إصطفاه
ليكون نورا و رحمة للعالمين .
فى الحديث الحسن عن عمر بن الخطاب قال
( نظر نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين
وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا
فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة
ثم مد يديه وجعل يهتف بربه اللهم أنجز لي ما وعدتني
اللهم أتني ما وعدتني
اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام
لا تعبد في الأرض فما زال يهتف بربه مادا يديه
مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه من منكبيه
فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه
ثم التزمه من ورائه
فقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك
إنه سينجز لك ما وعدك )
الواجب العملى المستفاد من هذة المحنة
لا تنسى أبدا الدعاء و لا تقلل من قدره
و لا تدعوا بتقطير بل أدعوا بإلحاح
و لا تقنط من الإجابة فمن تدعوه عليم و حكيم
و يستجيب بطرق و مواقيت لها من الحكمة
ما لا يستطيع إدراكه البشر المحدودين العلم
المحدودين الحكمة فالإنسان ظلوم و جهول
و رب العالمين حكيم و عليم .
أحد يوم التأديب الربانى
يؤدب الله الأمة حتى لو كان القائد فى الميدان
رسول الله صلى الله عليه و سلم
نعم هى سنة الله فى خلقه من يهمل يلقى نتائج إهماله
و يلقى الجيش الهزيمة مبخالفة خمسين من الرماة
أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم
حتى و إن كان قائدهم
رسول الله صلى الله عليه و سلم .
ففى الحديث الحسن من حديث البراء قال
( جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
على الرماة يوم أحد وكانوا خمسين رجلا
عبد الله بن جبير وقال إن رأيتمونا تخطفنا الطير
فلا تبرحوا من مكانكم هذا حتى أرسل لكم
وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا
حتى أرسل إليكم قال فهزمهم الله
قال فأنا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل
فقال أصحاب عبد الله بن جبير الغنيمة
أي قوم الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون
فقال عبد الله بن جبير أنسيتم ما قال لكم
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة
فأتوهم فصرفت وجوههم وأقبلوا منهزمين )
و فى يوم أحد يشج جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
و تكسر رباعيته و تغوص حلقتان من حلقات المغفر
في وجنتيه صلى الله عليه وسلم
و يصرع أصحابه حوله ويقف على جثمان
عمه حمزة أحب الناس إليه وأسد من أسود
أهل بيت النبوة والحزن يعتصر قلبه
ولا يقول إلا ما يرضى رب العالمين .
عن عائشة رضي الله عنها قالت
سمعت أ با بكر رضي الله عنه يقول
لما كان يوم أحدورمي رسول الله صلى الله عليه وسلم
في وجهه حتى دخلت في وجنتيه حلقتان
من المغفر فأقبلت أسعى إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإنسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا
فقلت : اللهم اجعله طلحة بن عبيد الله حتى توافينا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا أبو عبيدة بن الجراح فبدرني فقال أسألك بالله
يا أ با بكر ألا تركتني
فأنزعه من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال أ بو بكر فتركته
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم صواحبكم
يعني طلحة بن عبيد الله)
فأخذ أ بو عبيدة بثنيته حلقة المغفر فنزعها
وسقط على ظهره وسقطت ثنية أ بي عبيدة
ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى
فكان أبو عبيدة في الناس أثرم .
الواجب العملى المستفاد من هذة المحنة :
نلزم أمر النبى و إن رأينا برأينا أو عواطفنا
أو تحت وطء المحنة أن المخالفة فيها المصلحة
فمصلحة الأمة فى هدى النبى صلى الله عليه و سلم
فالنصر آتى مع إتباع النبى و
الهزيمة مع مخالفته .