منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى
 سليمان والهدهد 202011md12982104031

Uploaded with ImageShack.us
منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى
 سليمان والهدهد 202011md12982104031

Uploaded with ImageShack.us
منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامى متخصص فى الدعوه إلى الله والمناصحه بين المسلمين وعلوم القراءات العشر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
ابراهيم الدعوة تمام المسيح النبي اسماء ألفاظ الحديث العام حياته وقال الحكمة محمد الله الحكمه الديون سيّدنا متشابهات رسول سيدنا عنتر إبراهيم الانبياء وتبارك وراء الصالحين
المواضيع الأخيرة
» من أفضل شركات التشطيب في مصر
 سليمان والهدهد Icon_minitimeالأربعاء يناير 27, 2021 1:48 pm من طرف كاميرات مراقبة

» من أفضل شركات كاميرات المراقبة في مصر2021
 سليمان والهدهد Icon_minitimeالأربعاء يناير 27, 2021 1:47 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تشطيب شقق وفيلل بأقل الاسعار واعلي مستوي 2021
 سليمان والهدهد Icon_minitimeالثلاثاء يناير 19, 2021 1:58 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنه من شركة دي سي اس مصر 2021
 سليمان والهدهد Icon_minitimeالثلاثاء يناير 19, 2021 1:56 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنه من شركة دي سي اس مصر 2021
 سليمان والهدهد Icon_minitimeالأحد يناير 10, 2021 2:35 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تشطيب شقق وفيلل بأقل الاسعار واعلي مستوي 2021
 سليمان والهدهد Icon_minitimeالأحد يناير 10, 2021 2:33 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنة للتشطيبات والديكورات 2021
 سليمان والهدهد Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 29, 2020 1:01 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنة للتشطيبات والديكورات 2021
 سليمان والهدهد Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 29, 2020 12:59 pm من طرف كاميرات مراقبة

» شركة دي سي اس مصر لكاميرات المراقبة 2021
 سليمان والهدهد Icon_minitimeالسبت ديسمبر 19, 2020 2:40 pm من طرف كاميرات مراقبة

مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

  سليمان والهدهد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




 سليمان والهدهد Empty
مُساهمةموضوع: سليمان والهدهد    سليمان والهدهد Icon_minitimeالجمعة يناير 17, 2014 2:04 pm

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا.

من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

آتى الله تعالى نبيه سليمان ملكاً عظيماً

فإن في قصص الأنبياء لعبر، ولذلك قصها الله علينا في كتابه، وأورد من أخبارهم ما فيه موعظة وذكرى للمؤمنين، وإن الاعتبار بما في قصص الأنبياء امتثال لأمر الله تعالى الذي أمرنا أن نتدبر في آياته، وأن نأخذ من هذه القصص العبر والذكرى، وقد قص الله علينا خبر نبيٍ كريم، آتاه ملكاً عظيماً لم يؤته لأحد قبله، ولن يؤتيَه لأحد بعده، ألا وهو سليمان عليه السلام الذي قال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}1، فاستجاب الله له وسخر له ما سخر من عباده من الجن، والإنس، والطير، وسائر المخلوقات، {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}2، إنهم جموع هائلة، يدبرون الأمر لسليمان، ويُرد آخرهم على أولهم من قبل وزعة وقادة، وهذا يبين أهمية الترتيب والتنظيم، وأن الوَزَعة هم الذين يكفون الجموع، وهم الذين ينظمون الأمور، وهذا الجيش العظيم لسليمان عليه السلام كان لنشر الإسلام في الأرض؛ لأنه سخر ما آتاه الله من الإمكانات في خدمة الدين، وهكذا ينبغي على كل مسلم آتاه الله منصباً، أو مالاً، آتاه الله موهبة، أو قدرة أن يسخرها لخدمة دينه.

سليمان تفقد الطير فهل تفقدنا رعيتنا؟

{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ}3، وهذا يدل على أهمية تفقد الأتباع والجنود، {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ}4، فإذا تفقد الطير فقد تفقد الإنس والجن الذين معه، يا ليتنا نتفقد أولادنا في صلاة الفجر كما تفقد سليمان عليه السلام جنوده الكثيرين، وأولادنا معدودون.

إذا كان الهدهد لم يغب عن سليمان عليه السلام، فكيف يغيب أولادنا، وهم قلة بالنسبة إلى جنود سليمان عن أعيينا؟.

{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ}5، إنه اكتشف غيابه، هذا الهدهد طائر صغير لكنه لم يخف على ذلك النبي الملك الكريم، ولم تخطئه عينه، وهذا يدل على كمال تنظيمه، وتفقده، وتدبيره لجنوده، مع أن الله سخر له من الجن والإنس والطير والرياح، لكن ذلك كله ينبغي أن لا يشغله عن تفقد جنوده: ((ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته))6، فما معنى الراعي يا عباد الله؟ قال العلماء: "الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم إصلاح ما قام عليه"7، فإذا تولى شيئاً فهو لا يزال يتفقده؛ لأنه مؤتمن عليه، لا يزال يحافظ عليه؛ لأنها مسؤولية سيسأل عنها، ولذلك فإن كون الأب راع في البيت، يعني القيام بمسؤوليات كثيرة من التفقد، هل ينقصهم شيء في دينهم أولاً، ثم في دنياهم؟ هل ينقصهم شيء من مراعاة لأحوالهم؟ مرض أحدهم، احتاج إلى نفقة، يتفقدهم: هل يطبقون حديث النبي عليه الصلاة والسلام: ((وفرق بينهم في المضاجع))8؟ هل يعدل بينهم، ولا يظلم أحداً، ولا يقدم ولداً على ولد؟ يتفقد، والتفقد هنا -يا عباد الله- حس مهم عند المؤمن.

{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ}9، كيف يغيب عني بدون إذن؟ إذاً الجندي الذي يتغيب بغير إذن، والمعركة يمكن أن تقوم في أي وقت يستحق أن يقابل بعقاب، {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ}10، لكن هذا الاندفاع من سليمان عليه السلام كان بحكمة، فترك مجالاً للعذر، فالغائب قد يكون معه حجة؛ ولذلك قال: {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}11، فإذا جاءني بحجة تبين عذره في غيابه؛ فإنني لن أعذبه، ولن أذبحه، وهكذا يكون أمر القائد، فهو يحزم، ولكنه يقيم العذر للغائب، بلا حزم تنفلت الأمور، وبلا إقامة العذر يقع الظلم.

الحزم لا ينافي التريث، وحسن النظر، والانتظار، وعدم الاستعجال.

لا يعلم الغيب إلا الله

{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ}12، هذا الهدهد لم يتأخر في العودة، ثم جاء ليُلقي على سليمان عليه السلام بعبارة مدوية ربما أنسته ما حصل من غياب الهدهد، وتأخره، فقد قال الهدهد لسليمان: {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ}13، أنت النبي الملك الذي عندك الجنود، والجن والإنس أحطت -أنا الطائر الصغير- بما لم تحط به، يا لها من عبارة عجيبة، والله تعالى يعلم عباده الدروس، وربما يأخذ القوي الدرس من الضعيف، والكبير يأخذ الدرس من الصغير، والغني يأخذ الدرس من الفقير، والصحيح يأخذ الدرس من المريض: {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ}14، أنت في فلسطين في بلاد الشام، وجئتك من اليمن، من عاصمتهم سبأ، المسافة تقارب ألفي كيلو متر، ومع ذلك فقد سافر الهدهد ليأتي بالخبر، ورجع بأمر الله تعالى سريعاً: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ}15، إنه درس عظيم في نقل الأخبار للقائد، إنه درس عظيم في تعريف القائمين بالأمر ما هي الأحوال ليقيموا تلك الأحوال ويصلحوها، {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ}16، لا أشك، ولا أحدثك بظن، وإنما هو يقين.

إنه عجب، وهذا فيه بيان أن الأنبياء لا يعلمون الغيب: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ}17، فلا الجن، ولا الشياطين يعلمون الغيب، بل لم يعلموا الحاضر أن سليمان مات إلا بعد مدة، ثم هؤلاء الدجالين في القنوات الفضائية يدَّعون علم الغيب، ويقولون: سيحدث كذا، وتارة يربطونها بالأبراج، وتارة يربطونها بالنجوم، ولا يعلم الغيب إلا الله عز وجل، {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}18، لا يعلم ما في السموات والأرض إلا الله، {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}19، {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}20، سبحانه وتعالى، وهؤلاء يدَّعون ما يدعون اليوم، وبعضهم يتلاعب بالناس، فيقول أمامك طريق، وكل واحد أمامه طريق، تصادفك مشكلة، وكل واحد تصادفه مشكلة، تعترضك صعوبة، وتتغلب عليها وكثير من الناس تعترضهم صعوبات، ويتغلبون عليها، يكيد لك كائد، ونحو ذلك من الكلام المعسول الذي يخدعون به ضعاف العقول.

عباد الله، سليمان عليه السلام بكل ما آتاه لم يكن يدري في تلك اللحظة عما يوجد في اليمن، عما يوجد في سبأ، ثم يدَّعي من يدَّعي بأنه يعلم الغيب! تباً لأولئك المدَّعين، وادِّعاء علم الغيب، وما في المستقبل كفر يخرج عن الملة.

النبأ اليقين

{إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ}21، بعد البراعة في الدفاع عن النفس، وعرض العذر قدم له تقريراً موجزاً لكن فيه كل المعلومات: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ}22، تملك تلك القبيلة، وتلك البلد: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}23، المال السلاح الجنود الحصون، {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ}24، فكرسي ملكها هائل ضخم، هكذا قدم التقرير الموجز لسليمان عليه السلام دون حشو، ولا إطالة، دون إن يكون هنالك ظنون وأوهام، دون إضافة توقعات، وتخرصات، وإنما قدم حقائق، وهكذا ينبغي أن تقدم الأخبار، فكم من التضليل يحدث اليوم في تقديم الأخبار، وما يأتونك به من وكالات الأنباء العالمية، ومما هو جدير بالذكر، ثم تُدَسُّ السموم في وسط تلك الأنباء.

هل خلا التقرير من ذكر عقيدة الذي أورد التقرير؛ لأن بعض الناس يقولون اليوم: إذا كتبت تقريراً فلا دخل له بالدين، ولا تورد دينك في الموضوع، ولا تعلق على التقرير بشيء من عقيدتك، هذا تقرير علمي بحت، وهذا خطأ وضلال مبين، فالمسلم كيف يفصل دينه وعقيدته عن بحثه، فكل باحث في حقل من الحقول سواء كان اقتصادياً، أو جيولوجياً، أو فلكياً، أو طبياً؛ فلابد أن يبين أحكام الشريعة.

إذا مر على شيء فيه مخالفة شرعية واضحة يثبته، وهكذا من يدرس الاقتصاد يبين أحكام الربا، وربما توجد أمثلة في بعض المواد فيها مخالفات شرعية لابد من تبيينها، ولا يقال هذه علوم مجردة لا دخل لدين فيها، وانظر إلى هذا التقرير الذي رفعه هذا الجندي إلى سليمان عليه السلام: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ}25، جعلها في أعينهم حسنة، والشيطان إذا جعل الشيء في عين الإنسان حسناً، فلماذا يغيره الإنسان؟ وهذا هو التضليل، وهذا هو الإصرار على الباطل، لماذا يغير الإنسان الشيء إذا كان يراه حسناً؟ {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً}26، زين لهم الشيطان أعمالهم؛ فهم يرون العُري تقدماً، يرونه تقدماً، ويرون الربا هذا مكسباً، ويرون ترك الحجاب أيضاً، ومخالفة أمر الله تعالى تحضراً، ويرون من أنواع المحرمات مدنية، {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ}27 صدهم عن دين الله، صدهم عن طريق الحق بالبهرجة، بالتزييف، بالتزيين.

ثم إن الهدهد قد أتبع ذلك الخبر ببيان عقيدته، وعرض الخبر على التوحيد؛ فجاءت النتيجة، {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ}28، هلا سجدوا لرب العالمين، يستحق السجود عز وجل {الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}29، كل خبيئة في السموات والأرض يعلمها ويخرجها، بذور النباتات، {وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ}30 كل مخبوء وراء ستار الغيب يعلمه سبحانه.

هذا الهدهد بيَّن التوحيد: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}31، واسع العلم سبحانه هو الذي يسجد له: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}32، هذه هي العقيدة، هذا هو التوحيد الذي يجب بيانه، والحرص عليه، ومهما أوتي المخلوق من قوة، فإن له نقصاً.

جاء إلى ابن عباس رجل من الخوارج، وكان كثير الاعتراض عليه، فقال: "يا ابن عباس غُلبت اليوم، قال: ولمه؟ قال: إنك -يعني يا ابن عباس- تخبر عن الهدهد أنه يرى الماء في تخوم الأرض" عنده قدرة على رؤية الماء في باطن الأرض، "وإن الصبي ليضع له الحبة في الفخ، ويحثو على الفخ تراباً، فيجيء الهدهد ليأخذها؛ فيصيده الصبي" يقع في الفخ، فكأنه يقول: إذا كان يرى الماء في باطن الأرض، فكيف فاتت عليه الحبة التي نصبها؟ التي وضعها الصبي في الفخ الذي نصبه له؟ فقال ابن عباس: "لولا أن يذهب هذا، فيقول: رددت على ابن عباس لما أجبت، فقال له: مجيباً ويحك؛ إنه إذا نزل القدر عمي البصر، وذهب الحذر، فقال له الخارجي: والله لا أجادلك في شيء من القرآن"33.

قل للطبيب تخطفته يد الردى

من يا طبيب بطبه أرداك


هذا الطبيب يكافح الأمراض ثم يموت، فهل يعني أن وجود قدرة على العلاج أن ذلك المعالج لا يمرض؟ لا، وإذا كان الإنسان عنده قدرات هائلة في التركيز، في التفكير، في الرؤية، لا يعني أنه لا يغيب عنه شيء، سبحان الذي لا يغيب عنه شيء.



حسن تصرف نبي الله سليمان وحكمة ملكة سبأ

وهنالك قال سليمان للهدهد: {سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}34، قبل أن يباغت مملكة سبأ أراد أن يتأكد، وهكذا العاقل بالقرارات المصيرية والكبيرة، فماذا فعل سليمان عليه السلام؟ لقد أعطى الهدهد رسالة، وأمره بأربعة أوامر: {اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا}35 واحد، {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ}36 اثنين، {ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ}37، ثلاثة، {فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ}38 أربعة، احمل الكتاب إليهم، توجه به من فلسطين إلى اليمن، فألقه إليهم، إلى ملكتهم، ثم تولى عنهم، وتأخر، وتربص، وابتعد قليلاً، وانظر ماذا يرجعون؟ وماذا سيكون رد فعلهم على الخطاب؟ قال ابن كثير رحمه الله: "فحمله الهدهد، وذهب إلى بلادهم، فجاء إلى قصر بلقيس، إلى الخلوة التي كانت تختلي فيها بنفسها، فألقاه إليها، فسقط بين يديها، ثم تولى ناحية أدباً، فتحيرت مما رأت، وهالها ذلك"39، فماذا فعلت؟ جمعت قومها، {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ}40؛ المرأة مهما بلغت ما تستقل بنفسها: و((لن يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة))41، وبعض الناس يظنون أن المرأة وحيدة لها القدرة على إدارة الممالك، والواقع يكذبهم؛ فإن المرأة التي تتولى ولاية في بعض البلدان يكون لها من المستشارين الرجال ما لا يكاد يحصى.

{قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ}42 رجعت إلى المستشارين، والكبراء، والرؤساء، ومن عندها من وجهاء الناس: {إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ}43 من أكبر ملوك الأرض، من سليمان، مختوم بخاتمه، مكتوب في أوله: {وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}44، مختصر القضية، "بسم الله الرحمن الرحيم، لا تعلوا عليّ، وأتوني مسلمين" ، هذا هو المطلوب، ولذلك فقد ضم الكتاب من القوة والوجازة أمراً عجباً، مفتتح بالبسملة الدالة على وحدانية الله، ثم النهي عن التكبر الذي هو أبو الرذائل، ثم الأمر بالإسلام الذي فيه أمهات الفضائل، وهكذا دعاهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وهكذا كانت دعوة الأنبياء جميعاً إلى الإسلام: {وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}45.

{يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي}46 هكذا قالت ما رأيكم؟ ودل على عقلها قولها: {مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ}47، حتى تشاركوني الرأي، حتى تكونوا شهداء على القرار؛ لأنني لا أستقل به، والإنسان مهما كان عنده عقل وخبره، فإنه لا يزال يحتاج إلى الاستشارة، يحتاج إلى أخذ الآراء، حتى النبي عليه الصلاة والسلام قيل له: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}48، وهنالك قالوا: {نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ}49 لا ينقصنا شيء، {وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ}50، وإذا أردت القتال؛ فنحن مستعدون، ولكن {الْأَمْرُ إِلَيْكِ}51 اجتمعوا عليها، {فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ}52، فأظهروا القوة البدنية، وقوة السلاح، وطاعتهم لملكتهم إذا أرادت السلم والمصالحة.

وهنا آثرت أن تأتي سليمان وتهادنه، وتحمل له الهدية {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا}53، وهذا الظالمون منهم، وأما أئمة العدل فإن الله تعالى قد جعلهم فوق كثير من الناس يوم القيامة، كما قال عليه الصلاة والسلام في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ((إمام عادل))54، فهم قسمان ذكرت قسماً منهم، وماذا يفعلون؟ إذا دخلوا بلدة {أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}55 بالقتل، أو بالأسر، أو بالمعاملة المهينة، {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ}56، وهذه هي المصانعة والمهادنة، وهذا من حسن تدبيرها، جس النبض بهدية أولاً، {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}57، والهدية تجلب المحبة.

هدايا الناس بعضهم لبعض

تولد في قلوبهم الوصال


وتزرع في القلوب هوى ووداً


وتكسوهم إذا حضروا جمالا


ولذلك إذا وقع بينك وبين شخص خصومة، شحناء، عداوة؛ فأردت أن تزيلها، وأن تستجلب قلبه، فما أحسن الهدية.

الهدية تذهب وحر الصدر، الهدية فيها استجلاب القلوب، ولذلك دفع العاقل بها الخصومة والعداوة، فهي داخلة في قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}58، فيمكن أن تدفع بالهدية، {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}59.

اللهم إنا نسألك أن تثبتنا بالأمن والإيمان يا رب العالمين، واغفر لنا يا رحيم يا رحمن.

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سليمان والهدهد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سليمان والهدهد
» من قصص القرآن ( سليمان عليه السلام )
» ترحيب بالعضو الجديد سليمان عمر عبد العزيز

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى :: منتدى لقاااااااااااء الجمعــــــــــــــه-
انتقل الى: