زائر زائر
| موضوع: حكم تجميد المبيض الأحد أبريل 08, 2012 5:26 am | |
| [color=green] حكم تجميد المبيض
كنت أعاني من بعض المشاكل في المبيض فخضعت لعملية جراحية لاستئصال الجزء الأيمن منه ، وعند العملية فوجئت وتفاجأ الأطباء أيضاً أنه لا يوجد لديّ جزء أيسر، أي أن المبيض عندي ليس إلا عبارة عن جزء واحد ، هو هذا الجزء المريض الذي يجب إزالته ، إلا أنه بقي بعض الأنسجة البيضاوية ، والتي ربما تصلح للقاح والتخصيب مستقبلاً بعد الزواج ، لكن شريطة أن يتم تجميدها لتظل متماسكة ، فقد قال الأطباء إنها معرضة للانحلال والزوال في أي وقت ، وقالوا حتى وإن تم تجميدها فإن إمكانية التخصيب ضئيلة جداً، حوالي 2% فقط ، ناهيك عن المبالغ الطائلة التي ستُصرف . فما رأيكم؟ هل أقدم على عملية التجميد هذه أم أترك الأمر لله ، وأرقب النتائج ؟ فأنا كما أشرت سابقاً، غير متزوجة ولا أدري ما يُخبئه لي الله في المستقبل . [/color
الجواب : الحمد لله أولا : نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك ويرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة. ثانية : تجميد المبيض : المقصود منه " أن تؤخذ الأنسجة من مبيض المرأة ويتم تخزينها لمدة غير محدودة دون أن تتلف ، فهي محفوظة في سائل النيتروجين ، ليتم إعادة زرعها فيما بعد ". وهذه التقنية تلجأ إليها من تريد الإنجاب في سن متأخرة ، ومعلوم أن المرأة تفقد القدرة على إنتاج البويضات كلما تقدم بها السن . "والمبيض يختزن البويضات في شكل مُكثّف في غشائه الخارجي، على عمق ملليمتر. وبعد أخذ خزعة من المبيض وتجميدها، يصبح من الممكن أن يُعاد الغشاء المُجمّد إلى مكانه عبر جراحة مجهرية ، حين تتخذ المرأة قراراً بالحمل في أي وقت ، وبقول آخر، من الممكن أن يستعيد المبيض قدرته الأصيلة على إنتاج بويضات ناشطة ، فكأنها أنتجِت في العمر الذي أُخذت فيه الخزعة ". وينظر :
http://arabic.euronews.net/2010/11/04/new-technique-using-ovaries-may-help-older-women/ http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2010/10/101028_freezing_ovaries.shtml
http://elharam4.com/?p=6065
وهذه العملية مع تكلفتها المادية المرتفعة - كما ذكرت - ففيها مخاطر حدوث اختلاط العينات المحفوظة ، أو استبدالها ، عمدا ، أو إهمالا ، وهذا يؤدي إلى اختلاط الأنساب ، فإن بعض الأطباء الذي لا يرقبون الله ، إذا رأوا حرص المرأة على الإنجاب ، دعاهم ذلك إلى التلاعب والتبديل ليحصل لها مرادها من الحمل ، ويحصل لهم مرادهم من المال والشهرة ، ولهذه العلة منع العلماء من الاحتفاظ بالبويضات الفائضة بعد التلقيح الصناعي ، كما منعوا من الاحتفاظ بالمني .
التلقيح الصناعي ، أو ما يعرف بطفل الأنابيب ، له صور كثيرة منها الجائز ومنها المحرم ، ومن الصور الجائزة : أن تؤخذ نطفة من زوج وبويضة من زوجته ، ويتم التلقيح خارجيا ، ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة . ويجب في هذه الحالة الاحتياط والتحري والبحث عن الأطباء الثقات ؛ خشية التلاعب ، فإن بعض الأطباء قد يضع منيا غير مني الزوج لعلمه بعدم صلاحيته للتلقيح ، إلى غير ذلك من المخاطر والمفاسد . وينظر : سؤال رقم (98604) . كما يجب الاقتصار في تلقيح البويضات على العدد المطلوب تفاديا للفائض من البويضات الملقحة ، وفي حال وجود هذا الفائض فإنه يترك دون عناية حتى تنتهي منه الحياة ، ولا يجوز الاحتفاظ به ؛ لأن الاحتفاظ بالأجنة أو البويضات قد يؤدي إلى اختلاطها بغيرها مع الوقت ، إما على سبيل الخطأ وإما على سبيل العمد ، وهو ما يؤدي إلى اختلاط الأنساب . وقد صدر من مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي قرار بهذا الخصوص عام 1410هـ ـ 1990م وهذا نصه :
" 1- في ضوء ما تحقق علميا من إمكان حفظ البييضات غير ملقحة للسحب منها ، يجب عند تلقيح البييضات الاقتصار على العدد المطلوب للزرع في كل مرة ، تفاديا لوجود فائض من البييضات الملقحة . 2- إذا حصل فائض من البييضات الملقحة - بأي وجه من الوجوه - تترك دون عناية طبية إلى أن تنتهي حياة ذلك الفائض على الوجه الطبيعي . 3- يحرم استخدام البييضة الملقحة في امرأة أخرى ، ويجب اتخاذ الاحتياطات الكفيلة بالحيلولة دون استعمال البييضة الملقحة في حمل غير مشروع " انتهى من "مجلة مجمع الفقه الإسلامي" العدد 7 ج 3 ص 563. وعليه فالواجب عليكما التخلص من البييضات الملقحة المجمدة ، ويجوز لكما إجراء عملية تلقيح صناعي جديدة ولو كان ذلك مكلفا أو مجهدا ، فإن هذه المضرة لا تقارن باحتمال اختلاط الأجنة لا سيما مع مضي هذه المدة .
ولأجل ذلك يمنع تجميد شيء من المبيض والاحتفاظ به . والنصيحة لك أن تعجلي بالزواج ، وأن تطلبي العلاج والدواء الذي يعمل على تقوية الخصوبة ، وأن تكثري من الاستغفار والأعمال الصالحة . هذا ويلزمك إخبار الخاطب بحقيقة حالك ؛ لأن له حقا في الإنجاب ، وقد يفوته ذلك ، إذا كان ما حدث لك من استئصال المبيض لا يؤثر على الإنجاب لكون المبيض الآخر يعمل جيدا ، فلا يلزم إخبار الخاطب بذلك ؛ لأن ضابط العيب الذي يلزم الإخبار به : ما يفوت به مقصود النكاح من المتعة والخدمة والإنجاب ، لكن الأولى إخبار الخاطب منعاً لحدوث المشاكل فيما بعد واعتبار الزوج عدم بيان ذلك من الغش له .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " والصواب أن العيب هو كل ما يفوت به مقصود النكاح ، ولاشك أن مقاصد النكاح منها المتعة ، والخدمة ، والإنجاب ، وهذا من أهم المقاصد ، فإذا وجد ما يمنع هذه المقاصد فهو عيب ، وعلى هذا فلو وجدته الزوجة عقيما أو وجدها هي عقيما فهو عيب . لو وجدها عمياء فهو عيب؛ لأنه يمنع مقصودين من مقاصد النكاح وهما المتعة والخدمة، ولو وجدها صماء فإنه عيب، وكذلك لو وجدها خرساء فإن ذلك عيب ... ، فالصواب أن العيوب غير معدودة، ولكنها محدودة، فكل ما يفوت به مقصود النكاح، لا كماله فإنه يعتبر عيباً يثبت به الخيار، سواء للزوج أو للزوجة. " انتهى من "الشرح الممتع" (12/220).
والله أعلم |
|