الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الأمين وبعد ،
يقولُ اللهُ تعالى في القرءانِ الكريمِ في حقِّ نبيِهِ محَمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ﴿ وإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾.
وروى البُخاريُّ من حديثِ عائشةَ في وصفِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : « كانَ خُلُقُهُ القرءانَ » أي من أرادَ أن يعرفَ خلُقَ الرسولِ فليقرأ القرءانَ وليفهمْهُ، فكل خصلةِ خيرٍ أمرَ اللهُ في القرءانِ بالتخلُقِ بـها فهي من خُلُقِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
وعن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها عندما سُئِلَت عن خُلُقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَت : « لم يكنْ فاحشاً ولا متفحِشاً، ولا سَخَّاباً في الأسواقِ ولا يجزي بالسيئةِ السيئةَ، ولكن يعفو ويصفحُ ».
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَا بعث اللهُ نبيًّا إلاّ حَسَنَ الوجهِ حسنَ الصوتِ و إنَّ نبيَّكُم أحسنُهُم وجها و أحسنُهم صَوتا »، رواه التّرميذي.
أخوةَ الإيمانِ ، لقد كان نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجملَ الناسِ خُلُقاً وخَلْقاً فقد قالَ البرَاءُ بنُ عازبٍ في وصفِه لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : « كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم َأحسنَ الناسِ وجهاً وأحسنَه خَلْقاً ».
وأمّا صفةُ النبيِّ عليه الصلاةُ والسلامُ التي ذُكِرَت في كتبِ الحديثِ أنه كان ربعةً، لم يكنْ قصيراً بل هو إلى الطولِ، وكان بعيدَ ما بينَ المنكبينِ (الكتفين)، وكان أبيضَ مشرباً بحمرةٍ، كان مشرِقَ الوجهِ فقد روى البيهقِيُّ والطبرانِيُّ عن أبي عبيدةَ بنِ محمَّدِ بنِ عمَّارِ بنِ ياسرٍ قالَ : « قلتُ للربيعِ بنت معوذ : صفي لي رسولَ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قالت : لو رأيتَهُ لَقُلتَ الشمسُ الطالعةُ ».
وروى التِرمذيُّ وأحمد عن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ : « ما رأيتُ شيئاً أحسنَ من النبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، كأنَّ الشمسَ تجري في وَجْهِهِ ».
وكانَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ دقيقَ الحاجبينِ لم يكن غليظَهما وكان واسعَ العينينِ، وكانَ أهدبَ الأشفارِ أي كثيرَ شعرِ الجفون، ولم يكنْ نَحيفَ الكفِّ ولا نحيفَ القدمينِ، وكانَ طويلَ الذراعِ، وكان سواءَ البطنِ والصدرِ.
وكانَ في صوتِهِ جهر، لم يكن ضعيفَ الصوتِ، وكان أشكلَ العينينِ ومعنى أشكلِ العينينِ أي في بياضِه خطوطٌ حمرةٌ.
يقولُ واصفُهُ وهو أبو هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ : « ما رأيتُ قبلَهُ ولا بعدَهُ مِثْلَهُ » أي في حُسْنِ الخِلْقَةِ.
وكان أقنى الأنفِ ومعناه المرتفعُ أعلاه، لمْ يكنْ أعلاه منخفضاً بالنسبةِ للطرفِ، بلْ كان مرتفعاً أعلاه كما أن طرفَهُ مرتفعٌ.
وكان أجلى الجبهةِ واسعَ الجبينِ لمْ يكنْ ناتئَ الجبهةِ.
وكان شَعَرُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أسودَ شديدَ السوادِ لم يظهرْ في شَعَرِهِ منَ الشيبِ إلاَّ نحوُ عشرينَ شَعَرةً وما سوى ذلكَ بقيَ على لونِهِ الأصليِّ السوادِ.
وفي الصَّحيحِ مِنْ طريقِ البراءِ بنِ عازب أنَّ شعرَهُ كانَ يبلغُ شحمةَ أذنِهِ أي إذا أخذَ منهُ، وفِي روايةٍ: كان شعره يبلغُ شحمةَ أذنِهِ كان يضربُ منكِبيه مرةً، ومرَّة يطولُ حتى يعلوَ ظهرَهُ. فإذا لَم يقصِّرْهُ بلغَ المنكبَ (الكتف) وإذا قَصَّرَهُ كان إلى أنصَافِ أُذُنَيهِ، وكانَ يَفْرِقُ شعرَهُ ولا يَحلقُ رأسَه إلا لأجل النسك وكان يجعلُ شعرَهُ أربعَ ضفائِرَ ويَجعلُ كُلاًّ مِنْ أذُنيه بين ضفيرتين وكانَ شعرُهُ حِلقًا حِلقًا ولَم يكن سَبْطَ الشعر ولا جَعدَ الشعر.
وفي الصَّحيحِ عن أنسٍ أنه رَجْلٌ جَعْدُ الشعرِ ومرادُهُ أنه ليس بِسَبِطٍ وهو المنبسطُ المسترسل الذي لا تَكسُّرَ فيه ولا بِجعدٍ وهو ما بضدِّهِ بل كان بينَ ذلك كما جاء في الخبرِ الآخر، وكان كَثَّ اللّحيةِ أي كثيرَ شعَرِها غليظَه.
وكانَ إذا مَشَى كأنما ينحَطُّ مِنْ صَبَبٍ أي ينحَدِرُ مِنْ مكانٍ عالٍ، وكان إذا مشَى كأنما يَتَقَلَّعُ أي يُخرِجُ قدميهِ مِنْ صَخْرٍ أي قويَّ المَشيِ كأنهُ يرفعُ رِجليهِ مِنَ الأرضِ رَفعًا قويًّا مُسْرِعًا لا كَمَنْ يَمشي اختيالاً، ويقارب خطاه وكان يُقبِلُ بكُلِّهِ أي بكلِّ جسمِهِ إذا التفت فلا يُسارِقُ النظرَ ولا يلويَ عُنقَهُ في حالِ تَلفُتِهِ فكانَ يُقبِلُ جَميعًا ويُدبرِ جَميعًا أي بِجَمِيعِ أجزاءِ بدنِهِ فإذا توجَّهَ إلى شىءٍ توجَّهَ بِكُلّيتِهِ ولا يُخالِفُ ببعضِ جسَدِهِ بعضًا.
وكانَ عرقُهُ إذا رَشَحَ جسَدُهُ الشريف كاللؤلؤِ فِي البياضِ والصَّفاءِ إذا نظرَ إليه الرائي، وكان ريحُ عرقِهِ أطيبُ مِنَ المسك ومِنْ ثَمَّ كانت تَجمعُهُ أم سُلَيم سَهْلَة أو رَملَة أو الرُّمَيصَا في قارورةٍ وتجعلُهُ في طِيبِها كما رواهُ مسلمٌ وغيرُهُ، وفي بعضِ طُرُقِهِ وهو أطيبُ الطيبِ فهو لعمري والله أطيبُ طِيبٍ وأفضلُهُ، وفي حديثِ وائلِ بنِ حِجْر عندَ الطبرانِيّ والبيهقيّ قد كنتُ أصافِحُ رسولَ الله أو يَمَسُّ جلدي جِلدَهُ فأتعرّفُهُ بَعْدُ فِي يدي وإنه لأطيَبُ رائحةً مِنَ الْمِسكِ، وفِي حديثِهِ عندَ أحمدَ أُتِيَ رسول الله بدلوٍ مِنْ ماءٍ فَشَرِبَ منه ثُمَّ مَجَّ فيهِ ثُمَّ صَبَّهُ فِي البئرِ ففاحَ منها ريحُ الْمِسك.
وروى أبو يَعلَى والبزّار بسَنَدٍ صحيح عن أنَسٍ رضيَ اللهُ عنه: كانَ إذا مَرَّ أي رسولُ الله في طريقٍ مِنْ طُرُقِ المدينة وُجِدَ منها رائحةُ المسك فيُقال مَرَّ رسول الله، يقول مَن ينعتُهُ أي يَصِفُهُ: ما رأيتُ مِثلَهُ قبلَهُ ولا بعدَهُ قطّ، وروى الشيخان عن البَراءِ بنِ عازبٍ رضيَ اللهُ عنه: لَم أرَ شيئًا أحسَنَ منه.
وكانَ من شأنِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إن تطَيَّبَ وإن لم يتطَيَّبْ طيبَ الرائحةِ، كانَ صحابِيٌّ اسمُهُ عقبةُ بنُ غزوانَ قد أصابَهُ الشِّرَى وهوَ ورمٌ كالدرهمِ، حكاكٌ مزعجٌ، يُحدِثُ كرباً وإزعاجاً شديداً لصاحبِهِ فقالَ له النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : “تجَرَّدْ “، أي جَرِّدْ ظَهْرَكَ من ثوبكَ، فجرَّدَ ثوبَه، فوضعَ النبيُّ يدَهُ عليه، فعبِقَ الطيبُ بهِ بعدَ ذلكَ إلى ءاخرِ حياتِهِ، كانَ له أربعَةُ أزواجٍ كلُّ واحدةٍ تجتهدُ في أن تتطيَّبَ أكثرَ منَ الأخرى فكانَ هو يعبقُ بالطيبِ، من غيرِ أن يتَطَيَّبَ، مِنْ أجلِ أنَّ الرسولَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمَرَّ عليهِ حتى يذهبَ عنهُ. فبمسحِ رسولِ اللهِ عليه ذهبَ عنه الشِّرَى وبقيَ الطيبُ إلى ءاخرِ حياتِهِ مِنْ غيرِ أن يتطيَّبَ، يكونُ طيبُهُ أحسنَ ممَّن يتطيَّبُ بالمسكِ أو العنبَرِ أو غيرِ ذلكَ منَ الأطيابِ.
ولم مر النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة على خيمة أم معبد، واسمها عاتكة بنت خالد الخزاعية، وهي على طريقهم، وصفته لزوجها عندما سأل عنه فقالت:
ظَاهِرُ الْوَضَاءَةِ أَبْلَجُ الْوَجْهِ حَسَنُ الْخُلُقِ لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صعْلَةٌ وَسِيمٌ قَسِيمٌ فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ وَفِي صوَتِهِ صَحَلٌ وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ. وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ أَحْوَرُ أَكْحَلُ أَزَجّ أَقْرَنُ شَدِيدُ سَوَادِ الشّعْرِ إذَا صَمَتَ عَلاهُ الْوَقَارُ وَإِذَا تَكَلّمَ عَلاهُ الْبَهَاءُ أَجْمَلُ النّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ وَأَحْسَنُهُ وَأَحْلاهُ مِنْ قَرِيبٍ. حُلْوُ الْمَنْطِقِ. فصل لا نَزْرٌ ولا هَذَرٌ كَأَنّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَنحدرنَ، رَبْعَةٌ لا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ ولا تَشْنَؤُهُ مِنْ طُولٍ. غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ فَهُوَ أَنْضَرُ الثلاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدًا. لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفّونَ بِهِ. إن قَالَ اسْتَمَعُوا لِقَوْلِهِ. وَإن أَمَرَ تَبَادَرُوا إلَى أَمْرِهِ مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ. لا عَابِسٌ وَلا مُفْنِدٌ.
قولها (ظَاهِرُ الْوَضَاءَةِ) أي ظاهر الجمال، (أَبْلَجُ الْوَجْهِ) أي مشرق الوجه مضيئوه، (حَسَنُ الْخُلُقِ) (لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَة) الثجلة عِظَمُ البطن مع استرخاء أسفله (وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَة) أي صغر الرأس (وَسِيمٌ) المشهور بالحسن كأنه صار الحسن له سمة (قَسِيمٌ) الحسن قسمة الوجه، أي كل موضع منه أخذ قسما من الجمال (فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ) اشتد سوادها وبياضها واتسعت (وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ) أي طول (وَفِي صوَتِهِ صَحَلٌ) أي شبه البُحة (وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ) أي طول العنق (وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ) (أَحْوَرُ) اشتد بياض بياض عينيه مع سواد سوادهما (أَكْحَلُ) أي ذو كُحْلٍ، اسودت أجفانه خلقة (أَزَجّ أَقْرَنُ) أي مقوّس الحاجبين أي طويلُهما دقيقُهُما مُمتدُّهُما إلى مؤخَّر العين سوابغُ في غيرِ قرَن كان بِحَسَبِ ما يبدو للناظر من بُعدٍ أو بغيرِ تأمّلٍ أقرن وأما القريبُ المتأملُ فيبصرُ بين حاجبيهِ فاصلاً لطيفًا فهو أبلَجُ فِي الواقع أقرنُ بحسب الناظرِ من بُعْدٍ أو بغير تأمُّلٍ (شَدِيدُ سَوَادِ الشّعْرِ) (إذَا صَمَتَ عَلاهُ الْوَقَارُ) أي الرزانة والحِلْم (وَإِذَا تَكَلّمَ عَلاهُ الْبَهَاءُ) من الحسن، الجلال والعظمة (أَجْمَلُ النّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ وَأَحْسَنُهُ وَأَحْلاهُ مِنْ قَرِيبٍ حُلْوُ الْمَنْطِقِ) (فصْلٌ لا نَزْرٌ وَلا هَذرٌ) أي لا قليل ولا كثير أي ليس بقليل فيدل على عِيِّ ولا كثير فاسد (كَأَنّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَنحدرنَ) أي كلامه محكم بليغ (رَبْعَةٌ) (لا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ) أي لا تزدريه لقصره فتجاوزه إلى غيره بل تهابه وتقبله (وَلا تَشْنَؤُهُ مِنْ طُولٍ) أي لا يُبْغَضُ لفرط طوله (غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ فَهُوَ أَنْضَرُ الثّلاثَةِ مَنْظَرًا) (وَأَحْسَنُهُمْ قَدًا) أي قامة (لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفّونَ بِهِ. إذَا قَالَ اسْتَمَعُوا لِقَوْلِهِ. وَاذَا أَمَرَ تَبَادَرُوا إلَى أَمْرِهِ) (مَحْفُودٌ) أي مخدوم (مَحْشُودٌ) الذي يجتمع الناس حوله (لا عَابِسٌ) (وَلا مُفْنِدٌ) المنسوب إلى الجهل وقلة العقل، المـُفْنِد أي لا فائدة في كلامه لكبرٍ أصابه.
رؤية النبيِّ محمد صلَّى اللهُ عليهِ في المنامِ
وليُعْلَمْ أيها الأحبةُ أنَّهُ يجوزُ أن يُرى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المنامِ بصورتهِ الأصليَّةِ التي ذكرْنا فقد روى البخاريُّ من حديثِ قتادَةَ قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : « مَنْ رءاني في المنامِ فقد رأى الحقَّ لأنَّ الشيطانَ لا يتزَيَّا بي ». أي مَن رَأى صورتي الأصليةَ في المنامِ فقد رأى خاتمَ النبيينَ. وذلكَ لأنَّ اللهَ تعالى لم يعطِ الشيطانَ القدرةَ على أن يتشكلَ بصورةِ سيدِنا محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
وليُعلَم أيضاً أنَّ من رأى النبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المنامِ فذلكَ بشرى له بأنَّهُ يموتُ على الإيمانِ فقد روى البُخاريُّ من حديثِ أبي هريرة رضيَ اللهُ عنه أنَّ النبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ : « مَن رءاني في المنامِ فَسَيَراني في اليقظةِ ». وبيانُ ذلكَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رؤيتُهُ في المنامِ فيها بشرى كبيرة للرائي وهيَ أنه لا بُدَّ أن يراهُ في اليقظةِ حتى لو كان حينَ رؤيَتِهِ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على غيرِ دينِ الإسلامِ فإنَّهُ لا بُدَّ أن يُسلِمَ ويرى رسولَ الله يقظَةً قبلَ أن يُفارِقَ الدنيا.
وقد ورَدَ بالإسنادِ المتصلِ أنَّ رجلاً كانَ في عصرِ السلَفِ أي في وقتٍ قريبٍ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وذلكَ بعدَ نحوِ مائة وخمسينَ سنةٍ يُسَمَّى الحسن بن حي، هذا كان من العلماءِ العاملين من أهلِ الحديثِ الأتقياءِ ولهُ أخٌ مثلُهُ، هذا الحسن بنُ حي لما كانَ على فراشِ الموتِ سمعَهُ أخوهُ يقرأُ قولَ اللهِ تعالى : ﴿ وَ مَن يُطِع الله والرسولَ فأولئك مع الذينَ أنعمَ اللهُ عليهم من النبيين والصِدِّيقين والشهداءِ والصالحين وحَسُنَ أولئكَ رفيقا ﴾ [سورة النساء آية 69].
وكان بجانبهِ أخوهُ ، فقالَ له : “يا أخي تتلو تلاوةً أم ماذا ؟”
قالَ : ” لا ، أرى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يضحَكُ إلَيَّ و يُبشرُني بالجنةِ وأرى الملائكةَ وأرى الحورَ العين”، فالوعدُ الذي ورَدَ في الحديثِ فسيراني في اليقظَةِ فإنه يُرادُ بهِ الرؤيةُ في الدنيا قبلَ الموتِ.
نسألُ اللهَ تعالى أن يرزُقَنا رؤيَتَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المنامِ هذه الليلة.
وسبحان الله والحمد لله رب العالمين