زائر زائر
| موضوع: تب إلى الغفار وأن عدت الأحد أبريل 27, 2014 5:55 am | |
| الحمد للهِ الكريمِ الوهابِ ، غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ، أشهدُ أن لا إلهَ لنا غيرُهْ ، ولا ربَّ لنا سواهُ ،
وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وسلم تسليماً كثيراً :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
(يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً):
أما بعد : أيها الأحبةُ في الله : يُحيطُ بابنِ آدمَ أعداءٌ كُثرٌ ، من شياطينِ الإنسِ والجنِّ . يحسِّنونَ القبيحَ ويُقَبِحُونَ الحسنَ ، ويَنضَمُّ إليهم ، النَّفسُ الأمارةُ
بالسوءِ ، والشيطانُ والهوى ، يَدعونَهُ إلى الشهواتِ ويَقُودُونَهُ إلى مَهاوي الرَّدَى ، ويَنحَدِرُونَ بِهِ في مُوبقاتِ الذنوبِ صَغَائِرِها وكَبَائرِها ،
فَيَنساقُ الْمِسكين في مُغرياتِ الحياةِ ، وَدَاعِيَاتِ الهوى ،ورُبَّما صاحبَ ذلِكَ ، ضِيقٌ وحَرَجٌ ، وشُعورٌ بالذَّنبِ والخطِيئةِ ، حتى تَكادَ أَنْ تَنغَلِقَ أَمَامَهُ
أبوابُ الأملِ ، ويَدخُلُ في دائرةِ اليأسِ من رَوْحِ اللهِ ، والقنوطِ من رحمةِ اللهِ. وهذا غَايةُ مَا يُريدُهُ الشيطانُ من العبدِ ...
وَهُوَ أَنْ يَصلَ إلى هذه المرحلةِ
من اليأسِ. فَيترُكُ التوبةَ والأعمالَ الصالحةَ ، ويَنغَمِسُ في الذّنوبِ والمعاصي لأنه يَرى نَفْسَهُ مُجرِماً لا يَصلحُ للخيرِ ،
وليسَ من أهلِهِ، يرى نفسَهُ
مُخَادِعاً لا يَتوبُ توبةً صادقةً ، فَيَفرَحُ الشيطانُ بذلكَ ويشعرُ بِلَذَّةِ النَّصرِ.ولكن يا أخي المؤمنَ ، إعلمْ وفقَني اللهُ وإياكَ لكلِّ خيرٍ ، أَنَّ اللهَ العليمَ الحكيمَ
الرؤوفَ الرحيمَ ،( الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ )(الشورى: من الآية25)،
قد فتحَ لعبادِهِ أبوابَ التوبةِ ، ودلَّهم على الاستغفارِ ،
وجَعَلَ لهم من أعمالِهمُ الصالحةِ كَفَّاراتٍ ، وفي ابتلائِهم مُكَفِّراتٍ ، بل إنَّهُ بفضلِهِ وكَرَمِهِ يُبدلُّ سيئاتِهم حسناتٍ:قال تعالى
(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ
فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70)
أللهُ أكبر يقولُ سُبحانَهُ (وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً *يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ ٱلإِنسَـٰنُ ضَعِيفاً)
[النساء:27-28].
فلماذا أيها الإخوةُ نجعلُ للشيطانِ بعد ذلكَ علينا سبيلاً؟ لقد جعلَ اللهُ في التوبةِ ملاذاً مكيناً ومَلجأً حَصِيناً يَدخلُهُ الْمُذنِبُ مُعتَرفاً بذنبِهِ ،
مُؤمِّلاً في ربِّهِ ، نَادِماً على فعلِهِ غَيرَ
مُصِرٍّ على ذَنبِهِ. يَحتَمي بِحمَى الاستغفارِ، ويَتبعُ السيئةَ الحسنةَ ، فَيُكَفِّرُ اللهُ عنه سيئاتِهِ ، ويَرفَعُ درجاتِهِ ،
فيا مَنْ وقعتَ في الذنوبِ ،صَغيرِها وكَبيرِها ، عَظيمِها وحَقيرِها ،
نداءُ اللهِ لكَ: (قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ)
[الزمر:53].
هل تأملتَ قولَهُ تعالى: (يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً) إنَّهُ تَعمِيمٌ لجميعِ الذَّنوبِ بلا استثناءٍ، ولو كانتْ تلك الذنوبُ كلُّها كبائراً من حيثُ النوعِ ، ولو مَلأَتْ عَنَانَ
السماءِ ، وبلغتْ عَدَدَ رِمَالِ الدُّنيا من حيثُ الكمِّ ، هذا مَعَنى (جَمِيعاً) فَكَيفَ يَتسللُ اليأسُ بعد هذه الآيةِ ، إلى نَفسِ مؤمنٍ قد أسرفَ على نفسِهِ في
المعاصي ، يَتلُو هذه الآيةَ ، ويَسمَعُ أحاديثَ رسولِ اللهِ r في التوبةِ . عبادَ اللهِ: التوبةُ الصادقةُ تمحو الخطايا مهما كانتْ حتى الكفرَ والشركَ ...
يقولُ تعالى: (قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ) [الأنفال:38].
وتأملْ إلى قتلةِ الأنبياءِ ، ممن قالوا: إِنَّ اللهَ ثالثُ ثلاثةٍ، وقالوا: إنَّ اللهَ هو المسيحُ ابنُ مريمَ، تَعَالى اللهُ عَمَّا يَقولُونَ علواً كبيراً.
نَاداهُم اللهُ جل وعلا بقولِهِ: (أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَىٰ ٱللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [المائدة:74].
وإلى أصحابِ الأخدودِ ، الَّذينَ قَتَلُوا عِبَادَ اللهِ المؤمنينَ بغيرِ ذنبٍ ، إلاَّ أنَّهم آمنوا باللهِ ربِّهم، ينبهُهُم اللهُ عَزَّ وجَلَّ ، إلى أنَّهم لو تَابُوا ، لَتَابَ عليهم وقَبِلَهم
، قالَ تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ) [البروج:10].
قالَ الحسنُ البصريُّ رحِمهُ الله في هذه الآيةِ: [قَتلوا أولياءَهُ وَهُوَ يَعرِضُ عليهم التوبةَ). إخوةَ الإيمانِ: فَتَحَ ربُّنا أبوابَهُ لكلِّ التائبينَ، يَبسطُ يَدَهُ بالليلِ ،
لِيَتُوبَ مُسيءُ النهارِ ، ويبسطُ يدَهُ بالنهارِ ليتوبَ مسيءُ الليلِ.
وقالَ في الحديثِ القدسي:
{يا عبادي إنكم تُخطِئُونَ بالليلِ والنهارِ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعاً، فاستغفروني أغفرْ لكم}[رواه مسلم].
وقالَ تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً) [النساء:110].
ومن ظنَّ أن ذنباً ، لا يَتَسِعُ له عفوُ اللهِ ، فقد ظنَّ بربِّهِ ظنَّ السَّوءِ. كم من عبدٍ ، كانَ من إخوانِ الشياطينِ فمنَّ اللهُ عليهِ بتوبةٍ ، مَحَتْ عنه ما سلفَ ،
فَصَارَ صَوَّاماً قواماً قانتاًَ للهِ ساجداً وقائماً ، يَحذرُ الآخرةَ ويرجو رحمةَ ربِّهِ. أيها المؤمنون: من تَدَنَّسَ بشيءٍ من قَذَرِ المعاصي ـ وكلُّنا ذاكَ الرجلُ ـ
فَليُبَادِرْ بِغَسْلِهِ بماءِ التَّوبةِ والاستغفارِ ، فإنَّ اللهَ يحبُّ التوابينَ ويحبُّ المتطهرينَ ، بل قد وردَ في الحديثِ ، أن اللهَ يفرحُ كثيراً بتوبةِ العبدِ ، وتأملْ ما
رُواهُ مسلمٌ من حديثِ البراءِ بنِ عازبٍ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ rصل الله عليه وسلم :
{كيفَ تقولونَ بِفَرحِ رُجلٍ انفلتتْ منهُ راحلتُهُ ، تجرُّ زِمَامَها بأرضِ قفرٍ ، ليسَ بها طعامٌ ولا شرابٌ ، وعليها له طعامٌ وشرابٌ، فطلبَها حتى شقَّ عليهِ
، ثم مَرَّتْ بِجَذلِ شَجرةٍ ، فَتَعَلَّقَ زِمَامُها ، فوجدَها مُتعلقةً بهِ .[أي كيفَ يكونُ فَرَحُ هذا الرجل؟] قُلنا: شديداً يا رسولَ اللهِ، فقالَ رسولُ اللهِ صل الله عليه وسلم : أما واللهِ
لَلَهُ أشدُّ فرحاً بتوبةِ عبدِهِ من الرجلِ براحلتِهِ} اللهُ أكبرُ ربٌّ يَفرَحُ هذا الفرحَ بتوبةِ عبدٍ ، فَمَا أرحَمَهُ من ربٍّ ، وما أعظمَهُ وما أحلمَهُ!. فماذا يُريدُ
العاصي بعدَ ذلك؟! أيها العاصي: ماذا تَراكَ فعلتَ؟؟ سَرقتَ.. زَنيتَ.. قَتَلتَ.. أَمْ أكلتَ الربا.. والرِّشوةَ.. أم فعلتَ وفعلتَ..، كلُّ ذلك يَصغرُ في جنبِ
رحمةِ اللهِ، أليسَ اللهُ قد قالَ: (وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْء) [الأعراف:165]. أوليستْ ذنوبُكَ شيئاً؟! بلى واللهِ.. إذاً فأبشرْ فرحمةُ اللهِ تَسَعُها....
إعلم حفظك الله أن الشيطانَ لَيَفرحُ ويُحسُّ بالنَّصرِ ، على مَنْ يَئِسَ من نَفسِهِ أن يَتوبَ وتَركَ التوبةَ، إنَّهُ خطأٌ عظيمٌ، يَرتَكِبُهُ العبدُ ، عِندَمَا يتركُ التوبةَ
يَأساً من نفسِهِ ، وقُنوطاً من رحمةِ اللهِ. إنَّهُ الشيطانُ ، الَّذي يَجعَلُ المذنبَ يَشعرُ بأنَّهُ رجلٌ غَيرُ صالحٍ وأَنَّهُ صَاحِبُ مَعَاصِي، وهذا خطأٌ، لأننا جميعاً
أصحابُ معاصي قالَ صل الله عليه وسلم :{كلُّ بني آدمَ خطاءٌ وخيرُ الخطائينَ التوابونَ}[رواه الترمذي وابن ماجه]
.فهلْ يَخرُجُ من هذا العمومِ أحدٌ؟؟ كلا.. فكلُّنا ذوو
خطأٍ، وعلينا جميعاً أن نتوبَ إلى الله .إخوةَ الإيمانِ: إِنَّ مِنْ أسبابِ قُنوطِ بعضِ النَّاسِ من رحمةِ اللهِ - هداهم اللهُ - أنَّهُم يَتوبونَ ثم يقعونَ ، ثم يتوبونَ ثم
يقعونَ مرةً أخرى، ويتكررُ ذلك عَلَيهِم ، حتى يَرى الواحدُ مِنهُم أنه غيرُ صادقٍ في توبتِهِ، وأن تَوبتَهُ غيرُ مَقبُولةٍ عندَ اللهِ.والحقُّ أنَّ هذهِ الخواطرَ ،
إِنّما يُلقِيها الشيطانُ في روعِ العبدِ ، حتى إذا وقعَ في ذنبٍ لا يَتوبُ منه ، وهذا ما يُريدُهُ عدوُّ اللهِ. لأن توبةَ العاصي بعدَ ذنبِهِ تُذهبُ تعبَ الشيطانِ
هباءً مَنثُوراً، فهو لا يُريدُكَ أن تَتوبَ، ولذلك يَبثُّ اليأسَ في نفسِ ذلكَ العبدِ. وتأملْ هَذَينِ الحديثينِ.أولهما:
عن أبي هريرةَ رضي الله عنهُ عن النبيّصل الله عليه وسلم فيما يَحكي، عن ربِّه عز وجل أنّهُ قالَ:
{أذنبَ عبدٌ ذنباً، فقالَ: اللهم! اغفرْ لي ذنبي، فقالَ تباركَ وتعالى: أذنبَ عبدي ذنباً، فعلمَ أنَّ له رباً يغفرُ الذنبَ، ويأخذُ بالذنبِ، ثم عادَ فأذنبَ، فقالَ:
أي ربِّ! اغفرْ لي ذنبي، فقالَ تباركَ وتعالى: عبدي أذنبَ ذنباً، فعلِمَ أنَّ له رباً يغفرُ الذنبَ، ويأخذُ بالذنبِ، ثم عادَ فأذنبَ، فقالَ: أي ربِّ! اغفرْ لي
ذنبي، فقالَ تباركَ وتعالى: أذنبَ عبدي ذنباً، فعلمَ أنَّ له رباً يغفرُ الذنبَ، ويأخذُ بالذنبِ، اعملْ ما شئتَ فقد غفرتُ لك} [رواه الشيخان].وثانيهما: عن
عقبةَ بنِ عامرٍ الْجُهني أنَّ رَجُلاً أتى رسولَ اللهِ صل الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ ، أحدُنا يُذنبُ. قال: { يَكتبُ عليهِ}. قال: ثم يستغفرُ منهُ
ويتوبُ، قالَ:
{يُغفرُ له ويُتابُ عليهِ. ولا يملُّ اللهُ حتى تملوا}[رواه الحاكم].فإياكَ إذاً أن تيأسَ من رحمةِ اللهِ ، وتقعَ في ما هو أكبرُ من ذنبِكَ. فاليأسُ من رحمةِ اللهِ
، والقنوطُ من رحمتِهِ ، كفرٌ لا يجوزُ لِمُؤمنٍ الوقوعُ فيهِ. فالمستفيدُ الوحيدُ من هذا اليأسِ ، هُوَ الشيطانُ الرجيمُ ،
يَكسِبُ إلى صفِّهِ فرداً جديداً ، يُريحُهُ من عناءِ إغوائِهِ ، ودفعِهِ إلى الوقوعِ في المنكراتِ، فإن اليائسَ ، لا يحتاجُ إلى كبيرِ جُهدٍ ، ليقعَ فيما حرمَ اللهُ ، حيثُ أنَّهُ يَرى أنَّهُ لا خلاصَ له من النارِ، ولذلكَ فعليهِ أن يتمتعَ كما يظنُّ في هذه الدنيا، بِكُلِّ أنواعِ الملذاتِ ولو كانتْ حَراماً. وَهُوَ لا يدري ، أنه لا
يَزدَادُ بذلكَ إلا شقاءً في الدنيا قبلَ الآخرةِ ،ولكن لا تُصر على المعصيه ، وإن كانت صغيره فإن الأصرار على الصغيرة يصيرها كبيره ،
عبادَ اللهِ
صلّوا على المعصومِ ، عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ ،
فإنّه يقولُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }ويقولُ بأبي هو وأُمي { من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ
وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ،
وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ
الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا
ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ
الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم
رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً
، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ
الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا
، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)
|
|